نحو رؤية جديدة: تحقيق النجاح وتألق المرأة خارج إطار الزواج  

د. عبادة دعدوش:

اليوم، يظهر سعي العديد من النساء، وبضمن ذلك النساء المُتعلّمات، نحو الزواج كهدف رئيسي يغمر أحلامهن ويهيمن على تطلعاتهن. هذا الواقع المعاصر يُبرز تناقضاً واضحاً بين إمكانيات هائلة تمتلكها النساء، وتقليد اجتماعي ينصبُّ على الزواج كقاعدة أساسية للنجاح والاستقرار.

فما هي الأسباب الأساسية الكامنة وراء اهتمام الكثيرات بالزواج:

  1. التأثير الثقافي والاجتماعي:

يسهم الضغط الاجتماعي والثقافي في ترسيخ فكرة أن الزواج هو مقياس النجاح للمرأة، وأنها من دون شريك حياة لا تكتمل. تلك القناعات الموروثة قد تدفع النساء نحو التقليد والتماشي مع توقعات المجتمع بدلاً من اكتشاف إمكانياتهن الفريدة.

  1. الاقتصاد والاستقلالية المالية:

قد يلعب الاقتصاد دوراً في هذا الموضوع، من حيث اعتبار الزواج مصدراً للأمان المالي والاستقرار الاقتصادي للعديد من النساء. البعض يرَين في الشريك حامياً وداعماً مالياً.

إمكانيات للنساء:

  1. تحدّي الصورة النمطية:

يجب التحدي للصورة النمطية التي تُحدّد دور المرأة كوحدة تجارية عائلية، والترويج لفكرة تحقيق النجاح والرقي من خلال توظيف المواهب والقدرات الفريدة التي تمتلكها كل امرأة.

  1. تعزيز الوعي والتعليم:

يتطلّب ذلك تعزيز الوعي بأهمية تطوير الذات واستثمار القدرات، فالتعليم والتطوير الشخصي يمكن أن يُمهّد الطريق لتحقيق الأهداف وتحقيق الرقي المهني والشخصي.

 

يتطلّب تغيير النمط التقليدي لتصور نجاح المرأة، وتحويل الانتباه من الزواج إلى تحقيق النجاح والترقية من خلال العمل على تطوير القدرات واستثمار المواهب. إذ تحتاج المرأة إلى الدعم والتشجيع على تحقيق طموحاتها وتحقيق إمكانياتها الكاملة دون قيود أو تحيّزات.

لا شكّ أن تحقيق الرقيّ والتفوق ليس مقتصراً على الزواج وحده، بل يتطلّب تحرير الطاقات وتعزيز الوعي بقدرات المرأة لبناء مستقبل يُلبّي تطلعاتها. دعونا نعيد النظر في تقييد الأحلام بحدود الزواج ونشجّع على تحقيق النجاح والسعادة بكل الطرق المتاحة!

إن لم تكن الضوء الساطع في سماء الحياة، فكن أنت الشمعة التي تُنير ظلمتها!

العدد 1104 - 24/4/2024