الفنان الشهيد ناجي العلي عنوانٌ لمعرض سورية الدولي العشرين للكاريكاتور في دار الأوبرا

الفنان الشهيد ناجي العلي يطلّ من بوابة فلسطين ضمن معرض سورية الدولي العشرين للكاريكاتور الذي حملت دورته الحالية اسم رسام الكاريكاتور الفلسطيني، وجاءت بمشاركة أكثر من 300 فنان من 63 دولة عبر 100 لوحة احتلت قاعة المعارض في دار الأسد للثقافة والفنون، وقد افتتحت وزيرة الثقافة المعرض مساء الاثنين 12 شباط 2024 ويستمر حتى يوم الخميس 15 من الشهر الجاري.

ومن 1200 عمل مشارك في المسابقة الدولية الخاصة بالمعرض؛ جرى اختيار 100 عمل من خلال عملية فرز أنجزتها على ثلاث مراحل لجنة تحكيم محلية ودولية تضمّ: فان لينتاو من الصين، باول كونتستانتين من رومانيا، شيماء الشريف من مصر، أيدي دارما من أندونيسيا. ومن سورية موفق مخول، نضال قوشحة، وسام أسعد، ورائد خليل.

وإضافة إلى إعلان المراكز الثلاثة الأولى التي احتلتها إيران وروسيا وكوبا؛ جرى توزيع 20 جائزة خاصة وشرفية في مسرح الدراما، بعد افتتاح المعرض عبر فيديو تحدثت فيه لجنة التحكيم إلى الجمهور مثنيةً على هذا المعرض.

وعُرض فيلم (الشاهد والشهيد) سيناريو وإخراج رائد خليل، وفيه قراءة انطباعية عن الشهيد ناجي العلي ومحطات من حياته، ثم حادثة الاغتيال في لندن عام 1987 وينتهي ببقاء شخصية حنظلة أيقونة تشهد على كل الأحداث.

أما فيلم (الوجبة) الخفيف الفكاهي فهو فيلم برتغالي حائز على جوائز عالمية اختار رائد خليل تقديمه إلى الجمهور على اعتبار أن (الأنيميشن) مرافق للكرتون.

وفي ختام حفل الافتتاح شاركت الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله عبر الموسيقا في توجيه تحية إلى فلسطين وفنانها ناجي العلي، فافتتحت فقرتها بموسيقا (تحية للشهيد)، ثم نشيد (يا فلسطيني مجدك ارفع)، (شدّوا بعضكم)، (سيفٌ فليشهر)، (يا جبل ما يهزّك ريح)، (هيدي فلسطين)، (عاب مجدك)، و(أطلق نيرانك لا ترحم).

وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح لفتت إلى أن شخصية حنظلة التي ابتكرها الفنان العالمي ناجي العلي والتي ترمز إلى الإنسان المقاوم تعبّر عنّا جميعاً، وهو إذ يبدو منكسراً لكنه يستمر في المقاومة.

واعتبرت وزيرة الثقافة أن الأهم من عنوان المعرض (الفنان الشهيد ناجي العلي) هو محتواه، فقد تنوعت اللوحات في مقاربتها وموضوعها، فمنها المضحك والمبكي وهو جوهر العمل الكاريكاتوري الساخر، إذ اختزلت الأعمال سخرية من الأقدار أحياناً ومن الألم والديمقراطية الكاذبة والشعارات الرنانة والفقر المدقع والإعلام الذي تحول إلى سلاح قاتل. وأشادت الدكتورة مشوّح بهذه النسخة من المهرجان معتبرةً أنها الأفضل بما شكّلته من نقلة نوعية عن باقي الدورات، وهنّأت المنظمين والمشاركين على هذا المستوى العالي.

وإضافة إلى 4 لوحات بورتريه تتناول شخصية ناجي العلي، ضم المعرض لوحتين لرئيس الكيان الصهيوني والرئيس الأميركي الغارقيْن في طوفان الأقصى، كما أوضح الفنان التشكيلي السوري رائد خليل، وبيّن أن باقي اللوحات تندرج تحت بند الموضوع الحر الذي يُترك لرغبة الفنان وخياله.

واعتبر مدير المسابقة الدولية أن إقامة هذا المهرجان لابدّ منها أسوة بباقي دول العالم التي تستضيف مدنها عشرات المهرجانات حيث يلقى فن الكاريكاتور رواجاً واسعاً، مشيراً إلى أننا في سورية نسعى إلى تقديم هذا الفن بأحسن صورة ضمن الإمكانات المتاحة، ونسلط عبره الضوء على القضايا المصيرية التي نعيشها، دون إغفال أهمية الاندماج والانصهار الثقافي والتعرف إلى الآخر لتوسيع آفاق المتلقي السوري وإبعاده عن أحادية النظرة أو عن الفنان الشمولي.

وأعرب رائد خليل عن أمله في أن يقرأ المتلقي الأعمال عبر التفكيك والتركيب وأن يمعن النظر في الإيقاعات اللونية لكل لوحة وما تحمله من ثقافات متعددة، ليفهم الرسالة بعيداً عن النظرة السطحية التي نتجت عن تحويل الكاريكاتور إلى نكتة دارجة وتجريده من مفهومه التعبيري والرمزي، ومن هنا نصل إلى الهدف القريب من هذا المهرجان وهو تقديم نماذج من النتاج الفني العالمي لجمهورنا، أما الهدف البعيد فهو تصدير قضايانا وتوجيه رسالة إلى العالم أننا موجودون على هذه الخريطة، وهو تماماً ما نجح به الفنان الشهيد ناجي العلي الذي حوّل من خلال رسوماته فلسطينن إلى أيقونة عالمية وقضية أممية.

(من صفحة الزميل رائد خليل)

العدد 1104 - 24/4/2024