الشعر يطوّع الصخر على يد النحات الكبير علي فخور

(النور):

اجتمع المبدعون الكبار حول قصيدة (الشام) لأيمن أبو الشعر: علي فخور نحتاً، ود. محمد غنوم رسماً، ومعن دوارة لحناً، ولانا هابراسو غناءَ.

كتب الشاعر أيمن أبو الشعر قصيدته (رسائل عشق إلى دمشق) منذ زمن طويل، وكان يكررها في العديد من أمسياته بناء على طلب الجمهور لكونها بالفعل من أجمل قصائده وأرقّها، وفيها مقاطع تكاد تكون شلال صور ينساب مع إيقاع نبضات القلب، وفيها بعض الأبيات التي يمكن أن تبقى على مر الزمن كأجمل وصف لدمشق:

للشام وجهٌ لا يسمّى بتّ أحياهُ

ما أضأل الأوصاف حين أقول: أهواهُ!

أو كاعبان القطر مذ نهدا سقى

من حلمتي فرحٍ شهيّ الرشف ريّاهُ

كحلت بالضوء المسافر للرؤى

ما للغد المأمول يستحيي محيّاهُ

يفترّ ثغر الرعش عن شفة دنت

ندت تجلّى مذ تدلّت عندها اللهُ

إن كان هذا الكون قبلة عاشق

فالشام عند العاشقين شفاهُ

وقد لفتت هذه القصيدة نظر الفنان العالمي الدكتور محمد غنوم، فاستلهمها في ثلاثيته عن الشام وجعل هذا البيت محوراً في إحدى لوحاته الكبيرة، كما جذبت أسماع الفنان الملحن معن دوارة والمطربة الموهوبة لانا هابراسو، فقدماها في أغنية عذبة رائعة، ووصلت إلى مسامع الفنان النحات المبدع الكبير علي فخور، عند صديقه الذوّاقة عزّة جمول، فنقلها منه وعايشها روحاً حتى سكنت في أعطافه، فقدم عملاً رائعاً استوحاه من هذه القصيدة غير العادية فعلاً، واستطاع أن ينطق الحجر في هذه المنحوتة التي حملت تسمية (وجه الشام).

يقول فخور في أحد لقاءاته الصحفية إنه اعتمد لصنعها الرخام التركي، وإن المنحوتة على ارتفاع 45 سنتيمتراً، وإنها تسعى لتجسيد قصيدة، يقول فخور إنه يعتبرها من روائع القصيد العربي، وإن فيها قيمة لغوية ووصفية وصياغة مؤثرة وخصوصاً البيت الأخير الذي رأى فيه نوعاً من الإعجاز اللغوي، وإن هذه الأبيات أصبحت مثالاً يحتذى لمحبي الشعر ومحبي سورية أبدعها كما يقول فخور الشاعر الكبير أيمن أبو الشعر.

وقد قام الفنان فخور بتسجيل مقطع فيديو وهو يعمل في نحت هذه التحفة في مشغله بالإزميل والمطرقة ويعالج تكوينها، وفي الآن نفسه يمازج عمله وحركة يديه مع إلقاء الشاعر لهذه القصيدة بالذات في أحد لقاءاته التلفزيونية، ويتابع عمله في الرخام مع أغنية الشام حتى بدا الفيديو بحد ذاته عملاً فنياً جميلاً.

ويحلّل النحات علي فخور رموز عمله هذا مشيراً إلى أن اليد المرفوعة تعبر عن وجه الشام المشرق، ولكل إصبع من الأصابع الثلاثة في التكوين معنى مستوحى من القصيدة، فالأول يرمز إلى التميز، والثاني الانتصار على المصاعب والعوائق، والثالث يرمز إلى التعددية التي تعايش جوهرها سورية، ويضيف أن الراية التي تلف اليد هي راية الوطن العليا، أما الحجارة في أسفل المنحوتة فترمز إلى تاريخ سورية المشرف والغني بمعطيات التراث السوري. تحية للفنان النحات المبدع علي فخور على عمله الرائع، فالشام تستحق، وتحية للشاعر أيمن أبو الشعر الذي يجعل من شعره نبعاً رقراقاً في ساحة الحب يتجمع حوله المبدعون ويرشفون منه ما يجعل عطاءهم أجمل وأروع.

وإليكم رابط تسجيل الفيديو المرافق:

العدد 1104 - 24/4/2024