نقّ المواطن أقلق مضاجع أصحاب القرار فرفعوا الأسعار!

السويداء – معين حمد العماطوري:

تعمل الحكومة هذه الأيام بكامل طاقتها الإنتاجية العملية لتحقيق الرفاهية والعيش الكريم للمواطن الذي بات لديه ثقافة النقّ والطقّ، دون الشعور بما تقوم به هذه الحكومة من إنجازات لخدمته وراحة حياته اليومية على حساب تفكيرها وخططها ووقتها وثروات أعضائها، وهذا النقّ والطقّ من المواطن النقّاق يفقد جمال ما تستحقه من استحقاقات القيم وعبارات الاحترام والتفخيم والتبجيل لمنجزها الاقتصادي والاجتماعي المتطور.

فهي التي تعمل ليل نهار على راحة المواطن، والأخير لا يقدّر نِعَمَ الله والحكومة، وإذا أردنا أن نعدد خصالها الحميدة، فقد يعجز اللسان عن التعبير والوصف، منها تعبئة خزائنها من جيوب المواطنين الفقراء، ذلك أن الأغنياء لا يملكون الشعور والحس الوجداني التفاعلي اللازم لإغناء الخزينة، والمواطن الفقير تقع على أردانه حمل جميع مكونات الوطن ومفهوم الوطنية،  وعليه أن يسهم في زيادة دخل خزينة الحكومة، وأن يقدم دماء أولاده وأفراد أسرته قرباناً لها، وأن يساعد الأغنياء والفاسدين على زيادة ثرواتهم وتهريب أموالهم وممتلكاتهم للخارج، إذ لا حاجة للوطن إلى أموال هؤلاء، لأن المثل الشعبي يقول: (مال الحرام يذهب هو وصاحبه). وما يتنشّقه المواطن من هواء حلال يكفيه للعيش الكريم، ويجعل منه إنساناً ذا كرامة واعتبار أمام كل المجتمعات العربية والدولية، وله قيمته وشخصيته وهويته الوطنية، خاصة إذا قورن بمستوى متوسط دخله الشهري وحصته من البروتين ليكون من عداد الدول المتقدمة اقتصادياً واجتماعياً وإنسانياً.

ولكن ثقافة النقّ والطقّ جعلت هذه العادة تحبط شعور الحكومة بالروح والحس الوجداني الوطني.

وإلا فمن حقها أن تزيد أسعار المحروقات والمواد الغذائية، كما فعلت مؤخرا في زيادة المازوت إلى حدود ١٢ ألف ليرة سورية لليتر الواحد، وكانت قبلها رفعت البنزين وكذلك المواد الغذائية الأساسية كالزيت والسكر والرز وغيرها، هذا الاستحقاق للحكومة وما سوف ينعكس على رفاهية المواطن من استنشاق هواء نقي، والتخلص من نفايات السيارات والمعامل وبراثن الكهرباء ومشتقات النفط والغاز الطبيعي والحيوي المسبب للسرطان والأمراض المتنوعة النفسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. بحيث يفقد الشعور بمدى قيمة ما تنجزه الحكومة، فهي أيقنت أن ما تقوم به لا يأتي بعشر معشار نسبة ما تمنحه للمواطن من شعارات الصمود والتشبث بالأرض، وبالتالي رفعت سعر استحقاق جواز السفر منعاً من تسرب المواطنين للخارج وجعل العالم يستفيد من طاقة المواطن وخاصة الشباب وقدرته على استنشاق هواء تلك البلدان.

ولكن أصحاب النقّ والطقّ لا يملّون من ممارسة تلك العادة السيئة بمطالبة الحكومة بتحسين الوضع المعيشي، رغم ما ترنو عينها التي لا تنام حرصاً على سلامة المواطن وتحقيقاً لراحة باله، بالمحافظة على بقائه في أرضه وشوارع مدينته وحفرها، والجور وإلّا كيف له أن يترك رائحة الصرف الصحي ومخالفة القوانين والأنظمة وتحطيم هيبة القانون وإذلاله أمام أي معاملة يقوم بها، وبالتالي وضعت الحكومة خطة الحرص والانتماء والمحافظة على المواطن النقاق باستمرار ممارسة تمارين رفع الأسعار.

أما الأغنياء والفاسدون والتجار والمستغلون فهم خارج حسابها الوطني والأخلاقي يقيناً منها أنهم يماثلون أعضائها ولا يملكون من الحس الوجداني ما يجعل الحكومة تهتم بهم.

أخيراً، لا بدّ من التخلّص من نقّ المواطن، والاكتفاء بالهواء فقط دون طعام ولا حياة ولا عمل ولا تنمية ولا كرامة، فهي من تفكّر عنه وتقدم له من فضل قيمة أغنيائها، وما تقوم من إجراءات رفع الأسعار يأتي في سياق الحرص الوطني منها على مقدرات الوطن والشعب من خلال الصمود ومقوماته.

دمتم ودامت الحكومة.. وكفا يا مواطن نق وطق فقد تسلل الملل من رفاهيتك اللامحدودة على حساب قيم وأخلاق وثروات الأغنياء والفاسدين والتجار والمستغلين.. وهذا النق حقاً أقلق مضاجع أصحاب القرار فرفعوا الأسعار إكراماً لمشاعر النقّ والطقّ.

العدد 1104 - 24/4/2024