في العام الجديد.. هل يشهد السوريون بوادر الانفراج؟

كتب رئيس التحرير:

بعد أيام سيرحل عام آخر من أعوام الأزمة الكارثية التي عصفت ببلادنا، ويتساءل السوريون، اليوم، بعد أن وصلوا إلى حافة اليأس: هل يحمل عام 2024 بوادر الانفراج، والخروج من النفق الأسود الذي أراده مستقرّاً أبدياً لسورية وشعبها الإرهابيون وداعموهم في التحالف الدولي المعادي لسورية بزعامة الإمبريالية الأمريكية؟

قد يسارع البعض إلى اتهامنا بمجافاة الواقع، خاصة ونحن نشهد اليوم استشراس الإدارة الأمريكية وحلفائها في تنفيذ المخطط الساعي إلى تحييد أي مقاومة للهيمنة الأمريكية والفاشية الصهيونية، تمهيداً للسيطرة النهائية على الشرق الأوسط برمّته، فحرب الإبادة والتهجير، بمباركة الأمريكيين، التي ينفذها المحتل الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة وبقية المناطق المحتلة، والنوايا المبيّتة لما بعد العدوان، لا تسمح بطرح أسئلة عن انفراج ما لأزمتنا التي أرهقتنا وأدمت شعبنا.. فسورية معرّضة اليوم لمزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية، وربما الاعتداءات العسكرية سعياً لإركاعها، باعتبارها الركن الرئيسي في محور المقاومة للمخططات الأمريكية والصهيونية، وسنداً داعماً في مواجهة أطماع الكيان الصهيوني في استباحة المنطقة العربية.. هذه المخططات التي تستخدم الإدارة الأمريكية لتنفيذها جميع الوسائل والأدوات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وبضمنها السعي لتفتيت سورية إلى كانتونات إثنية ومذهبية وطائفية، بالتحالف مع من توهّم بأن نيل الحقوق يمر عبر تقسيم الوطن بدلاً من حماية وحدته، كما يفعل اليوم قادة (قسد) وأنصارهم خدمة للأمريكي والصهيوني!!

من يغمض العين عن جميع المخاطر التي تتعرض لها بلادنا، خاصة بعد استماتة الإمبريالية الأمريكية في الدفاع عن تفرّدها في التحكم بمصائر الدول والشعوب، عليه حسب اعتقادنا العودة إلى ألف باء السياسة، لكن من قال بأن الانفراج المرتجى لا يمر عبر تقوية الداخل بهدف النجاح في مواجهة الخارج؟!

هذا ما قصدناه في البداية حين طرحنا السؤال:

  • ألا تعتقدون معي أن توحيد كلمة السوريين عبر حوار وطني واسع وشامل، يضم جميع الأطياف السياسية والاجتماعية والإثنية، والتوافق على إنهاء أزمتنا عبر الحلول السياسية، ورسم مستقبل بلادنا الديمقراطي.. التقدمي.. العلماني، هو حجر الزاوية في أيّ انفراج آتٍ؟
  • ألا توافقون معي بأن حزمة من الإجراءات السياسية الموجهة بشكل خاص نحو الإصلاح السياسي باتجاه الديمقراطية والتعددية، وتعظيم كرامة المواطن السوري، هي الدافع الأكبر لتمسك السوريين بوطنهم أكثر فأكثر، والدفاع عن وحدته وسيادته حتى الرمق الأخير؟
  • ألا توافقونني حين أجزم بأن إقرار سياسات اقتصادية موجّهة لتفعيل القطاعات المنتجة في الزراعة والصناعة والبنية التحتية، والقضاء على الفساد الذي تحول إلى (غول) يهدّد كلّ تنمية محتملة، ستساعد اقتصادنا الوطني على النهوض من جديد، والإسهام في صمود سورية وشعبها؟
  • ألا تجزمون معي أن عودة الدولة إلى دعم الفئات الفقيرة التي باتت تشكل نحو 85% من سكان سورية، سيلعب دوراً رئيسياً في وقوف المواطنين السوريين على المتاريس جنباً إلى جنب مع جيشهم الوطني، دفاعاً عن سيادة سورية ووحدتها، والخلاص من أزمتها؟

هذا ما قصدناه بالانفراج..

فهل سيشهده السوريون في العام الجديد؟

العدد 1104 - 24/4/2024