آفاق الاستثمار الصناعي في سورية

سليمان أمين:

التقدم التكنولوجي الحاصل في العالم لا يمكنه أن يغني الدول عن الصناعة، فهي عجلة الإنتاج وقاطرة النمو تتطور الصناعة وتتقدم وفق معطيات العصر الذي تمر به، ويمكن القول إن الصناعة هي عصب الاقتصاد، وذلك لعدة أسباب:

تعمل الصناعة على توفير فرص عمل للكثير من السكان، سواء من خلال العمل المباشر في المصانع أو في الخدمات الأخرى المرتبطة بالصناعة مثل النقل والتوزيع والتسويق.

تلعب الصناعة دوراً حاسماً في تحقيق النمو الاقتصادي للبلد. فتزيد من مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، وتسهم في زيادة الإيرادات الحكومية من خلال الضرائب والرسوم.

تساهم الصناعة في تعزيز التجارة الخارجية للبلد، إذ يمكن تصدير المنتجات الصناعية إلى الأسواق العالمية وزيادة العائدات من الصادرات، مما يساعد على تحسين الميزان التجاري للبلد.

يتطلب قطاع الصناعة استخدام التكنولوجيا والابتكارات في عمليات الإنتاج وتحسين الجودة وتخفيض التكاليف. وبالتالي، تسهم الصناعة في تعزيز الابتكار التكنولوجي وتطوير القدرات العلمية والتقنية.

يعمل قطاع الصناعة كمصدر للإيرادات للحكومة، مما يساهم في تمويل الخدمات العامة مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، ويقلل الاعتماد على المساعدات الخارجية.

إن تنمية الصناعة تعزز النشاط الاقتصادي وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحسن مستوى المعيشة للمجتمع بشكل عام. ولذلك، يُنصح بتشجيع الاستثمار وتطوير قطاع الصناعة في كل بلد.

يعتبر تطوير الصناعات الرئيسية في سورية إحدى الخطوات الهامة لتحسين الوضع الاقتصادي، ومن بين الصناعات الرئيسية التي يمكن للحكومة السورية تطويرها:

صناعة النفط والغاز: تعتبر صناعة النفط والغاز من أهم المصادر الرئيسية للدخل في سورية، ويمكن تطوير هذه الصناعة من خلال زيادة الإنتاج وتحسين جودة المنتجات وتطوير البنية التحتية، في المناطق الآمنة.

صناعة الأغذية والمشروبات: تعتبر صناعة الأغذية والمشروبات قطاعاً واعداً في سورية. يمكن للمستثمرين الاستثمار في إنشاء مصانع لتصنيع المواد الغذائية المختلفة، مثل المعجنات والمشروبات الغازية والألبان، وتصدير المنتجات إلى الدول المجاورة.

صناعة النسيج والملابس: تعتبر صناعة النسيج والملابس واحدة من أهم الصناعات في سورية، حيث تتوفر الموارد الطبيعية والعمالة الماهرة. يمكن للمستثمرين الاستثمار في إنشاء مصانع للنسيج والملابس وتصدير المنتجات إلى الأسواق المحلية والعالمية.

صناعة الأثاث: تعتبر صناعة الأثاث من الصناعات الواعدة في سورية، ويمكن تطوير هذه الصناعة من خلال تحسين تصميم المنتجات وتطوير التقنيات الصناعية.

صناعة الكيماويات: تتمتع صناعة الكيماويات في سورية بإمكانيات كبيرة، ويمكن تطوير هذه الصناعة من خلال زيادة الإنتاج وتحسين جودة المنتجات وتطوير التقنيات، كما يمكن للمستثمرين الاستفادة من الموارد الطبيعية المتوفرة في البلاد والاستثمار في صناعات البتروكيماويات والأسمدة والمبيدات الزراعية.

صناعة السيارات: تعتبر صناعة السيارات من الصناعات الواعدة في سورية، ويمكن تطوير هذه الصناعة من خلال تحسين جودة المنتجات وتطوير التقنيات الصناعية.

هذه بعض الصناعات الرئيسية التي يمكن للحكومة السورية تطويرها لتحسين الوضع الاقتصادي، ويمكن للحكومة أيضاً تشجيع الاستثمار في الصناعات الجديدة والواعدة لتنشيط الاقتصاد وتوفير فرص عمل جديدة.

  صناعات جديدة يمكن تشجيع الاستثمار فيها

يعتبر الاستثمار في الصناعات الجديدة في سورية إحدى الخطوات الهامة لتطوير الاقتصاد وتوفير فرص عمل جديدة، ومن بين الصناعات الجديدة التي يمكن للحكومة السورية تشجيع الاستثمار فيها:

صناعة الطاقة المتجددة: تعتبر صناعة الطاقة المتجددة من الصناعات الجديدة والمهمة في سورية، خاصةً في ظل نقص الطاقة الكهربائية والوقود، ويمكن للحكومة تشجيع الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية.

تقنية المعلومات والاتصالات: يمكن للحكومة السورية تشجيع الاستثمار في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وخاصةً في مجال التطبيقات الذكية والبرمجيات والتحليلات الضخمة.

الصناعة الطبية: تعتبر الصناعة الطبية من الصناعات الجديدة في سورية، ويمكن تشجيع الاستثمار في مجال الأدوية والمستلزمات الطبية والتكنولوجيا الطبية، فتعتبر صناعة الأدوية قطاعاً مهماً في سورية، وتحتاج البلاد إلى إنتاج أدوية محلية لتلبية احتياجات السوق المحلية. يمكن للمستثمرين الاستثمار في إنشاء مصانع لإنتاج الأدوية المختلفة وتصديرها للأسواق العربية والعالمية.

الصناعات الغذائية الصحية: يمكن للحكومة السورية تشجيع الاستثمار في مجال الصناعات الغذائية الصحية والعضوية والنباتية، وخاصةً في ظل زيادة الطلب على الأغذية الصحية في جميع أنحاء العالم.

الصناعات الخضراء: يمكن للحكومة السورية تشجيع الاستثمار في مجال الصناعات الخضراء والمستدامة، مثل صناعة الأثاث المستدام وإعادة التدوير والتصميم البيئي.

صناعة السياحة: تعتبر صناعة السياحة من الصناعات المهمة في سورية، ويمكن للحكومة تشجيع الاستثمار في هذا المجال من خلال تطوير البنية التحتية وتعزيز الجذب السياحي.

صناعة البلاستيك والمطاط: توجد في سورية بعض المصانع القائمة للبلاستيك والمطاط، ولكن بإمكانية استثمار أكبر في هذا القطاع. يمكن للمستثمرين إنشاء مصانع لإنتاج المنتجات البلاستيكية المختلفة، مثل الأنابيب والأغشية والعبوات، وتصديرها للأسواق الخارجية.

صناعة البناء والمواد الإنشائية: تشهد سورية حاجة كبيرة لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة بسبب الحرب. يمكن للمستثمرين الاستثمار في إنشاء مصانع لإنتاج المواد الإنشائية المختلفة، مثل الإسمنت والطوب والزجاج، وتلبية احتياجات السوق المحلية.

هذه بعض الصناعات الجديدة التي يمكن للحكومة السورية تشجيع الاستثمار فيها، وتعتبر هذه الصناعات حيوية لتحسين الوضع الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة في سورية، في ظل احتياجات السوق المحلية للمنتجات المحلية والاستثمارات الأجنبية في إعادة بناء البنية التحتية.

العدد 1105 - 01/5/2024