تجويع المواطن واتهامه بالوقاحة

السويداء- معين حمد العماطوري:

تفاقمت الإشاعات والأقاويل والتصريحات هنا وهناك، بزيادة الأجور قبل حلول عيد الأضحى كي يمر العيد على المواطن بهدوء وطمأنة على قوته وإمكانية شراء أبسط حاجيات العيد لأطفاله، إذ بات واضحاً التفاوت الطبقي من خلال السوق والقوة الشرائية.

أما الأمر الثاني فقد قيل (كلام الليل يمحوه النهار)، ولعل أصحاب القرار في حماية المستهلك كانوا السباقين بنسف تلك المأثرة الشعبية الواقعية، وفرضوا ثقافة جديدة من نوع مختلف.

دحضاً للذهنية الشعبية و(كلام الليل يمحوه النهار) ومن باب الاستخفاف والاستهتار بعقول المواطنين وكرامتهم وسلوكهم، عدّلت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك المفهوم وجعلت أفكار النهار تمحوها قرارات الليل! وإثبات الوعود الصادرة من الجهات المعنية بتحسين الوضع المعيشي وزيادة في الرواتب ومكافحة الفساد، الشماعة التي يحملون عليها ما يتم من صفقات في منتصف الليل وما بعده، وبات واقعاً أن قرارات رفع الاسعار لدى حماية المستهلك لا تكون الا ليلاً.

والسؤال: هل هناك عقد بينها وبين خفافيش الليل؟

ام تعتمد مبدأ (الليل ستّار العيوب)؟

في الحالتين فإن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تعمل على تكريس مفهوم الخربطة، في الواقع والتراث والموروث، وهي تثبت بواقعيتها المعهودة طمس ثقافة وذهنية الماضي بحاضر تريده كما تشاء، المهم بالأمر أنها، مع أول أسبوع عمل أصدرت القرارات الليلية وكان آخرها رفع سعر البنزين الأوكتان 95 إلى 8600 ل. س. لليتر الواحد.. علماً بأنه لم يمضِ على رفع سعر المادة أكثر من شهر، ذلك أن الوزارة المعنية والحكومة الرشيدة تسعى بشكل واضح وجلي إلى فسخ العقد الاجتماعي بينها وبين المجتمع، والواقع أن المستهلك وقع في حيرة من أمره هل لديه وزارة لحمايته ام لنهبه وإذلاله وسرقته؟

وتحت ذريعة سعر الصرف ومواكبته يعملون على خفض قيمته بالوقت المناسب ويرفعونه كذلك.

يقيناً أن ناتج عملهم هي فقط للضغط على المواطن إما بالموت قهراً وذلاً أو بالرحيل وترك الوطن للطبقات المستغلة والفاسدة، من تجار الأزمات والحروب.

الشارع يغلي قهراً وهو يسأل ما معنى أن بعض الفئات تعيش في بحبوحة بينما باقي الفئات تحت خط الفقر.. وحين المطالبة بأبسط حق عيشهم يصنفون بصفة شحاذين ووقحين؟!

أما من سرقوا أرغفة الفقراء، وطعام الأطفال، ومستقبل الشباب، وكرامة الشيوخ، فلا غبار على سلوكهم ومسلكهم.

العدد 1105 - 01/5/2024