نظرة نقدية إلى المسلسلات التلفزيونية وتأثيراتها الثقافية.. هل هي فن أم ثرثرة؟

يونس صالح:

ماذا بعد هذا الانتشار الواسع والإدمان اليومي على رؤية المسلسلات التلفزيونية؟ وهل قدمت فناً نظيفاً يوازي تلك الدرجة من الاهتمام؟ هل خلقت وعياً وعكست رؤية وأضافت قيماً إلى واقعنا؟ أم أنها ظلت ثرثرة تنتهي بها لقتل الوقت وتغييب الوعي؟

ارتبطت الدراما التلفزيونية منذ ظهور التلفزيون عندنا بمجوعة من العوامل والعناصر والمكونات التي جمعت في بعض الأحيان ما بين نقيضين أو أكثر (تجارة، صناعة، فن).

تحولت الدراما التلفزيونية مع الأيام إلى صناعة قائمة بحد ذاتها، لها سوقها المزدهرة، مثلما لها كتابها ومخرجوها وممثلوها، بعد أن ظهرت شركات إنتاجية وضعت الدراما التلفزيونية في مقدمة أولوياتها.

لقد اعتمد المسلسل التلفزيوني في البدايات على قصص الحب وما يرتبط بها من مشكلات اجتماعية وتفاصيل تشكل في مجملها بيئة درامية تتصارع فيها المصالح والرغبات، حتى لا يذهب المسلسل الدرامي بعيداً عن الأفلام السينمائية التي كانت تعالج مثل هذه القصص (في الغالب) وتنجح في استقطاب المشاهد السوري الذي يستسيغ بطبعه (نتيجة لعوامل وراثية وتراثية) الحكايات والقصص على طريقة ألف ليلة وليلة، وقد شكل التلفزيون في بدايته (بداية الستينيات) منافساً قوياً للسينما، وانتزع منها بجدارة جمهورها العريض في كل مكان، فقد أحس هذا الجمهور بوصول السينما الجديدة إلى بيته.

قدمت في الأعوام السابقة وهذا العام، إلا أن ما يميز معظم هذه الأعمال هو الفقر الإنتاجي، وذهنية الاستسهال والربح السريع التي سيطرت على شركات الإنتاج، وهذا ما يشكل استصغاراً للمتفرج.

وأخيراً، لابد من الإشارة إلى كثرة المسلسلات التلفزيونية وتخصيص عرضها في شهر رمضان، يحدث إرباكاً عند المشاهد وتجعل المواطن يضيع في متاهاتها.

العدد 1104 - 24/4/2024