الإجرام الدوائي والأدوية المزيفة التي تباع عبر النت دون رقابة

سليمان أمين:

يتعلق الإجرام الدوائي بتصنيع الأدوية المزيفة والمغشوشة والمنتهية الصلاحية وتسويقها، ويجري بيعها بشكل غير قانوني دون إذن من الجهات الرسمية المختصة. وتعد الأدوية المزيفة من بين أخطر أنواع الإجرام الدوائي، حيث يجري إنتاجها بطريقة غير قانونية وغير مراقبة، وتباع عادة عبر الإنترنت والأسواق السوداء.

يجري تسويق الأدوية المزيفة على أنها أدوية حقيقية، ولكنها في الواقع تحتوي على مواد خطرة وغير آمنة للاستخدام، وتتسبب في آثار جانبية خطيرة على الصحة، وفي بعض الحالات تحتوي الأدوية المزيفة على مكونات خطرة وسامة مثل الزئبق أو الرصاص أو المواد المخدرة وغيرها.

يتسبب الإجرام الدوائي في تهديد حياة الناس وتعريضهم للخطر، وقد يؤدي إلى تفاقم الأمراض وزيادة خطر الوفاة، كما يتسبب في إضعاف الثقة في الأدوية والصيدليات والجهات الحكومية المسؤولة عن تنظيم ورصد الأدوية.

لمحاربة الإجرام الدوائي، يجب على الحكومة ووزارة الصحة والتموين وجرائم المعلوماتية المختصة تشديد القوانين واللوائح المتعلقة ببيع وتجارة الأدوية والمكملات ومراقبتها وتطبيقها بشكل صارم، وزيادة التعاون الدولي لمكافحة بيع الأدوية المزيفة عبر الحدود الدولية. يجب أيضاً توعية الجمهور حول خطورة استخدام الأدوية المزيفة وتحذيرهم من شرائها، والتشجيع على شراء الأدوية من مصادر موثوقة ومرخصة.

يتطلب مكافحة الإجرام الدوائي تعاون الجميع، وبضمن ذلك المستهلكون والموردون والصيادلة والأطباء والمسؤولون الحكوميون، حتى يتم الحد من انتشار الأدوية المزيفة والحفاظ على سلامة وصحة الناس.

 

 

تتميز الأدوية المزيفة بأنها تحمل علامات تجارية مزيفة أو غير معروفة ومنها يحمل علامات تجارية معروفة لكن مقلدة، وتكون ذات جودة منخفضة، وقد تكون غير آمنة للاستخدام، وتتسبب في آثار جانبية خطيرة على الصحة، وفي بعض الحالات تحتوي الأدوية المزيفة على مكونات خطرة وسامة مثل الزئبق أو الرصاص أو المواد المخدرة وغيرها.

قد تسبب الأدوية المزيفة تفاعلات خطيرة مع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض، وتؤثر على فعالية الأدوية الحقيقية وتجعلها غير فعالة، كما أن استخدام الأدوية المزيفة قد يتسبب في تأخير التشخيص والعلاج اللازم، مما يؤدي إلى تفاقم المرض وزيادة خطر الوفاة.

 المكملات الغذائية تسوق عبر النت ومدى خطورتها

تباع الآلاف من المكملات الغذائية على الإنترنت، وتختلف أنواعها وتركيباتها وتأثيراتها على الصحة، ولكن يجب على المستهلكين أن يكونوا حذرين عند استخدامها، لأن بعض المكملات الغذائية يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة.

عند استخدام المكملات الغذائية، يجب على الأشخاص أن يتبعوا الجرعات الموصى بها وعدم تجاوزها، كما يجب عليهم استشارة الطبيب قبل استخدام أي مكمل غذائي، وذلك لأن بعض المكملات الغذائية يمكن أن تتفاعل مع الأدوية الأخرى التي يتناولها الشخص.

إضافة إلى ذلك، يجب على المستهلكين الانتباه إلى المكونات الموجودة في المكملات الغذائية، إذ يجب تجنب المكملات التي تحتوي على مكونات مشبوهة ممنوعة صحياً، والتأكد من أن المكملات الغذائية المستخدمة تم اختبارها وتمت الموافقة عليها من قبل وزارة الصحة والهيئات التابعة لها.

تختلف تأثيرات المكملات الغذائية على الصحة بحسب نوع المكمل الغذائي وجرعته والشخص الذي يستخدمه. هناك بعض المكملات الغذائية التي تمت دراستها جيداً وأظهرت فعالية مثل فيتامين د، والكالسيوم، والحديد، والبروتين، وحمض الأوميجا 3، والكرياتين، والميلاتونين، والجلوكوزامين، والكوندرويتين، والزينك، والمغنيسيوم، والفوليك أسيد، وغيرها.

ومع ذلك، هناك بعض المكملات الغذائية التي لم تثبت فعاليتها بشكل كافٍ، أو قد تسبب آثاراً جانبية، ومن بينها المكملات العشبية والمكملات الهرمونية ومكملات فقدان الوزن ومكملات زيادة الطاقة والأداء الرياضي، التي يجب الحذر عند استخدامها، وتباع بكثرة عبر النت والنوادي الرياضية غير الخاضعة للرقابة الصحية.

المعدات الطبية المزيفة التي تسوق عبر النت

يعد استخدام المعدات والأجهزة الطبية المزيفة خطراً كبيراً على الصحة والسلامة العامة، فهذه المعدات تُصنّع بشكل غير قانوني وغير مراقب، وتُسوّق بشكل غير قانوني عبر الإنترنت وغيرها من القنوات.

تشمل المعدات والأجهزة الطبية المزيفة جميع أنواع المنتجات الطبية، بما في ذلك المعدات الجراحية والأجهزة التشخيصية والأجهزة الطبية الشخصية مثل مستشعرات السكري وأجهزة قياس ضغط الدم أجهزة لفحص الحمل، أجهزة لفحص السكري، حقن، واقيات ذكرية وغيرها، تم إنتاجها من قبل منتجين غير مسجلين وغير مرخصين من قبل وزارة الصحة. هذه التجهيزات يتم عرضها تحت أسماء تجارية متنوعة، أو معدات طبية يتم عرضها في السوق على أنها معدات أصلية ومعروفة، رغم أنه لم يتم إنتاجها من قبل المنتج الأصلي، وتكون ذات جودة منخفضة، وقد تكون غير آمنة للاستخدام، وتتسبب في آثار جانبية خطيرة على الصحة.

علاوة على ذلك، قد تعطي المعدات الطبية المزيفة قراءات غير دقيقة أو نتائج خاطئة، مما يؤدي إلى تشخيص خاطئ وعلاج غير فعال أو حتى خطير.

يمكن التحقق من مصدر الأدوية عن طريق اتباع الإجراءات التالية:

  1. ينصح بشراء الأدوية من الصيدليات المرخصة والموثوقة.
  2. إذا كان الشراء عبر الإنترنت، يجب التحقق من الموقع الإلكتروني من خلال قراءة التقييمات والآراء والتعليقات التي كتبها العملاء السابقون، كما يجب التأكد من وجود عنوان ورقي وأرقام هاتف وعنوان بريد إلكتروني للموقع، والتأكد من وجود شهادة SSL على الموقع والتي توفر أماناً إضافياً للمستخدمين.
  3. يجب التحقق من العبوة والتعبئة والتغليف للتأكد من وجود العلامات التجارية الصحيحة والملصقات الرسمية والمعلومات المطبوعة المفصلة عن الدواء.
  4. يجب التحقق من العلامات التجارية للدواء والتأكد من أنها موثقة ومعتمدة.
  5. يجب البحث عن الشركة المصنعة للدواء والتأكد من أنها موثوقة ومعتمدة، ويمكن البحث عن المعلومات المفصلة عن الشركة من خلال الإنترنت ومواقع السلطات الصحية الموثوقة.
  6. يجب التحقق من رقم التسجيل الخاص بالدواء من خلال السلطات الصحية المحلية، والذي يثبت أن الدواء مرخص ومعتمد للاستخدام.
  7. يجب الحذر من الأدوية التي تباع بأسعار مغرية جداً، فقد تكون هذه الأدوية مزيفة أو غير آمنة للاستخدام.
  8. يجب على المستخدمين استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء، ويمكن للطبيب تحديد الجرعة الصحيحة ومدة العلاج والتأكد من عدم وجود تفاعلات مع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.

ختاماً

يجب على المستخدمين تجنب شراء الأدوية من مصادر غير موثوقة والتحقق دائماً من مصدر الأدوية وجودتها وأمانها قبل استخدامها، حتى يتم الحفاظ على سلامتهم وصحتهم.

العدد 1105 - 01/5/2024