مهرجان سلطان الأطرش الثقافي الثامن تجديد في الرؤية والابداع

السويداء- معين حمد العماطوري:

تضمنت فعاليات مهرجان سلطان باشا الأطرش الثقافي الثامن، الذي نظمته مديرية الثقافة في السويداء، برعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة، منذ يوم إطلاقه، تنوعاً ملحوظاً في فقراته الأدبية والفنية والإبداعية، بحضور فعاليات متنوعة تعبيراً عن ارتباط الذاكرة ببطولات الثوار الأماجد ونضالهم.

بعد وضع إكليل الزهور على ضريح القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، في صرح شهداء الثورة في بلدة القريا، وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة، قُدّمت لوحات فنية جسدت عادات وتقاليد ومبادئ الوطنية التي تحلى بها الثوار دفاعاً عن الأرض والعرض والوطن، وقد قُدِّم درع المهرجان التذكاري لأسرة المجاهد قاسم أبو خير، أحد أركان الثورة السورية الكبرى، تكريماً وتقديراً لنضاله وكفاحه وتاريخه الوطني وبطولاته في معارك الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي.

وبيّنت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح في كلمتها أننا نلتقي اليوم على هذه الأرض الطيبة، أرض القريا التي احتضنت المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش، والتي انطلقت منها ثورة جبل العرب الأشم والثورة السورية الكبرى ضد الانتداب وممارساته البغيضة، نصرة لكل سورية بكل طوائفها وفئاتها، لتحقيق الاستقلال وجلاء المستعمر عن أرض الوطن، وكان لهم ما أرادوا.

وأضافت: (نحتفل بمهرجان ثقافي عمّد باسم هذا المجاهد العظيم، تخليداً لبطولاته، وتذكيراً بالقيم الوطنية التي قضى مدافعاً عنها من أجل حرية سورية أرضاً وشعباً وهوية وطنية وانتماء عربياً).

وأشارت الدكتورة مشوح إلى أن هذا المهرجان الثقافي يتزامن واحتفالنا بجميع الشهداء الذي آثروا بذل أرواحهم فداء للوطن، ليبقى قوياً عزيزاً موحداً.

وختمت الوزيرة مشوح كلمتها بتوجيه التحية لأهالي السويداء، أهل الثقافة ورعاة الفكر والأدب والذواقين للفنون على اختلاف أنواعها.

المهندس ثائر الأطرش، حفيد المجاهد سلطان باشا الأطرش، أشار إلى أن المهرجان محطة مهمة لاستلهام العبر والمعاني والقيم النضالية والتحررية والوطنية لوضعها أمام الأجيال في الحاضر والمستقبل، وقد جسّدها المجاهد الكبير ورفاقه عبر كفاحهم الطويل، في التمسك بمبادئهم ومواقفهم النضالية من أجل استقلال بلدنا والحفاظ على وحدته وكرامة شعبه، ورفض كل المغريات والمساومة عليه مهما اشتدت الظروف.

وأوضحت السيدة سمرة أبو خير، ابنة المكرّم المجاهد قاسم أبو خير، بعد تسلّمها درع المهرجان التذكاري، أن والدها كان أحد أركان الثورة السورية الكبرى وشارك في معظم معاركها، وشكل الثوار علامة فارقة في جبهة التاريخ المعاصر بنضالهم الوطني وكانوا رسلاً للسلام وعوامل نهوض لتحقيق الجلاء.

وأشارت مديرة الثقافة بالسويداء ليلى أبو فخر إلى أن المهرجان يأتي للإضاءة على القيم الفكرية والنضالية النبيلة والمفاهيم الوطنية الجامعة التي جسدها المجاهد الكبير ورفاقه، ووحدت جبهات المواجهة السياسية والعسكرية والفكرية والاجتماعية، وسمت بالأهداف بعيداً إلى حد تجاوز كل الانتماءات والاعتبارات الثانوية نحو رحاب وطن حر موحد.

ثم افتتحت وزيرة الثقافة معرضين للوثيقة التاريخية في قصر الثقافة، الأول من إعداد الباحث كمال الشوفاني وإشراف بيت الوثيقة التاريخية في مديرية الثقافة بالسويداء، يضم نحو 70 وثيقة ورسالة كانت تعود للمجاهد قاسم أبو خير وتؤرخ لمرحلة الثورة السورية الكبرى، ومنفى الثوار في وادي السرحان وللفترة ما بين 1937 و1946 والعهد الوطني، إضافة إلى وثائق تتعلق بالمجاهد ورفاقه وأخرى خاصة تتعلق بمعاملات من إيصالات وحجج بيع وشراء وتقسيم أراض أصبحت وثائق تراثية.

والثاني معرض من وحي ذاكرة الثورة بين عامي 1920 و1939 المستند إلى موسوعة ذاكرة الثورة التاريخية والثقافية للباحث التاريخي المهندس سميح متعب الجباعي، جاء المعرض ضمن أنشطة مركز سميح للثقافة والتنمية والفنون ومن إعداد المهتم بالتوثيق رياض نعيم، ويضم نحو 200 لوحة وثائقية تبرز صوراً ورسائل وصحفاً تتعلق بالثورة السورية الكبرى ومجاهديها، ثم قدم مركز سميح سيفاً عربياً بازلتياً هدية المركز لراعية المهرجان الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة عربون محبة ووفاء وارتباط بين الماضي والحاضر.

وقدم الأستاذ الدكتور غسان أبو طرابه (عميد كلية الفنون الأسبق في السويداء) محاضرة مميزة في مبناها ومعناها ومحتوها بعنوان بوصلة التفكير في شخصية سلطان الأطرش قراءة تشكيلية، وعلم الرمز والإشارة، وعلم النفس السلوكي، وقد استطاع الباحث الأكاديمي ربط العلاقة السلوكية في تحليل شخصية سلطان الأطرش والقراءة التشكيلية الفنية بالسلوك الاجتماعي، ودلالات الرمز المتعلقة في ماهية الشخصية من خلال الصور والخطوط والحركة.

واختتمت الفعاليات بأمسية موسيقية لطلاب معهد فريد الأطرش للموسيقا على خشبة قصر الثقافة بالسويداء بإشراف الفنان معين نفاع.

العدد 1105 - 01/5/2024