المؤتمر السنوي لفرع نقابة المهندسين الزراعيين بالسويداء

تحت شعار (معاً لإعادة الإعمار والنهوض بالواقع الزراعي) عقد المؤتمر السنوي لفرع نقابة المهندسين الزراعيين بالسويداء، بتاريخ 3/5/2023، بحضور نقيب المهندسين الزراعيين على رأس وفد من النقابة والقيادات السياسية والإدارية والنقابية في المحافظة.

قُدّمت في المؤتمر مداخلات تناولت الجوانب السياسية والاقتصادية وواقع الزراعة في المحافظة وما تعانيه من ارتفاع تكاليف الإنتاج ومشاكل التسويق، إلى جانب ما يعانيه العاملون بأجر في ظل محدودية الدخل أمام استفحال الغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة.

شارك الرفيق نوفل عدوان بمناقشة التقرير الموزع من مجلس الفرع، وأضاف:

من المعروف أن ما آلت إليه الأوضاع في سورية هو نتيجة أزمة مركبة، تسببت بها عوامل خارجية لم تعد خافية على أحد، وعوامل داخلية تظافرت فيها عناصر متعددة، ألقت بثقلها على حياة المواطنين وأمنهم ومستوى معيشتهم، وتخلي الدولة عن دورها الرعائي في القطاعات الإنتاجية والخدمية، والتوجه للخصخصة تحت مسمّيات مواربة، وذلك منذ تبنّيها للنهج الليبرالي.

إن الواقع القائم يقتضي القطيعة مع هذا النهج، وإجراء تغيير في الاقتصاد السوري باعتبار ذلك أصبح ضرورة وحاجة ملحة. إن معرفة أسباب الصعوبات ومعالجتها، والعمل لتحقيق أعلى فائدة من الإمكانات المتوفرة، أهم بكثير من الخوض في تفاصيل ثانوية وغير ملحّة (كمعرفة حاجة الفرد من الحريرات).

إن الاستهلاك باعتباره المحرك الأساسي للاستثمار والإنتاج والتنمية، يرتبط عضوياً بالدخل، سواء كان من الرواتب والأجور أو من فوائض العمليات الإنتاجية التي تتأثر من جهتها بارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج وبالسياسات السعرية. ولابد لأي عمل تنموي من استغلال أفضل الموارد، ووضع أوليات للتغير، بدءاً من مكافحة الفساد والهدر والترهل وإعادة النظر بالنظام الضريبي الذي أرهق الفئات الشعبية الكادحة، ووضع استراتيجيات مناسبة لأهداف محددة، وأن تعتمد رقماً إحصائياً دقيقاً ومحترماً، يساعد في اتخاذ القرارات الصائبة بعيداً عن المزاجية والارتجال (مثال أزمة البصل)، وإذا كان همّ الحكومة تأمين خبز المواطن، فيجب أن تضمن توريد كل القمح المنتج محلياً من خلال تقديم السعر المجزي الذي يشكل أولوية بين خيارات المنتجين.

يبقى غاية في الأهمية عقد مؤتمر اقتصادي وطني يضم الخبراء والمختصين أينما كان موقعهم، لوضع الحلول وتحديداً إلى أين تسير سورية. لقد أصبحت القناعة لدى غالبية المتدخلين بالشأن السوري أن لا حل للمسألة السورية إلا سياسياً، وبأيدي السوريين أنفسهم وذلك عبر حوار سوري – سوري، يعقد في دمشق، بعيداً عن التدخلات الخارجية التي همّها الأول تحقيق أجنداتها التي تخدم مصالحها، ويدعى لهذا المؤتمر كل أطياف الشعب السوري ومكوناته على اختلافها وتنوعها، للاتفاق على مستقبل سورية وإنجاز تحريرها من جميع المحتلين والغزاة والمغتصبين، وتخليصها من بقايا الإرهاب، دولة حرة سيدة موحدة أرضاً وشعباً ديمقراطية علمانية، تحقق العدالة الاجتماعية والمساواة لكل أبنائها على أساس المواطنة وسيادة القانون.

العدد 1104 - 24/4/2024