ماهي إشكاليات تركيب أجهزة GPS بطرطوس!؟

رمضان إبراهيم:

تستمر محافظة طرطوس بتركيب أجهزة (GPS) على سيارات النقل العمومية، بهدف ضبط عملها على خطوطها ومنع التلاعب بمادة المازوت المخصصة لها لنقل الركاب.

ومع هذا الاستمرار عبّر العديد من المواطنين عن ارتياحهم لهذه الخطوة، بعد أن لمسوا تحسناً في عمل الميكروباصات التي رُكّبت أجهزة عليها في مدينة طرطوس وخاصة خطّي الشيخ سعد ودوير الشيخ سعد.

هذه الخطوة التي لاقت ارتياحاً لدى المواطنين تركت أثرها على باقي الخطوط، فكثرت المطالبات بالإسراع بتركيب الأجهزة على وسائط النقل العامة على تلك الخطوط.

بالمقابل فإن بعض أصحاب الميكروباصات قد عبّروا عن استيائهم بسبب وجود بعض المشكلات التقنية في الأجهزة التي رُكّبت على سياراتهم، إضافة إلى أن المسافات المطلوب منهم قطعها لقاء كمية المازوت المخصصة فيها ظلم لهم، لأن الكيل في معظم محطات الوقود غير دقيق، فضلاً عن أن الكثير من أصحاب الميكروباصات التي تعمل على خطوط مدينة طرطوس أو سائقيها يسكنون في الريف وهم في طريقهم صباحاً يخدمون ركاب القرية، وبعد الظهر أيضاً في طريق العودة.

المهندس آصف حسن (عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في مجلس محافظة طرطوس) أوضح أنه جرى تفعيل الأجهزة على كل السرافيس العاملة ضمن مدينة طرطوس وخطي الشيخ سعد ودوير الشيخ سعد بالكامل، بمجموع 1088 سرفيس.. وخلال هذا الأسبوع سنفعّل الأجهزة على خط صافيتا والدريكيش بمجموع 240 سرفيساً تقريباً، ثم ننتقل إلى باقي الخطوط بين مركز المدينة ومراكز مدن المناطق تباعاً وبشكل متسارع، علماً بأن هناك أكثر من 500 سرفيس على تلك الخطوط سدّد أصحابها ثمن الأجهزة لدى المصرف التجاري.

وأضاف: بعد ذلك سننتقل إلى الخطوط الخارجية، ثم الأرياف، لننهي خلال أشهر قريبة كل خطوط المحافظة، مع أن طرطوس سباقة في الإنجاز على مستوى القطر علماً انه لا يوجد إلا مركز تركيب وحيد في الكراج الجديد، وطالبنا الجهات العامة بدمشق بارسال أكثر من لجنة فنية للتركيب.

أما فيما يتعلق بالمشكلات الفنية في الأجهزة، فمن الطبيعي أن تكون هناك بعض المشكلات الفنية لكن من خلال المراقبة تبين أنها قليلة جدا وتُعالَج فورا بإعادة الكشف والمراقبة، مع الإشارة إلى أن البعض من السائقين يدعي بوجود مشكلة في الأجهزة لتبرير خروجهم عن المسار المحدد لأسباب عديدة، وقد وجدنا بالمتابعة أن البعض منهم يدعي بعدم العدالة من قبل الأجهزة، ونُفاجأ بخروجهم عن المسار بطلبات خاصة أو غيرها. بكل الاحوال التقنية إيجابية جداً وهي مازالت جديدة علينا وعلى السائقين وكل سلبية تحدث يجري تداركها فوراً.

وتابع قائلاً: مُنح هامش مسير أو مبيت بطول 15 كم لكل سرفيس، إضافة إلى ما يتم توفيره من الكيلومترات بسبب المعايرة الكيلومترية، ليصبح هامش المبيت 35 كم تقريباً. أما بالنسبة للقاطنين في القرى البعيدة فلا يمكن أن تخصص للسرفيس مسافة مسير تستهلك 10 ليترات مازوت أو أكثر لمجرد أن يأتي ليعمل على خطه البعيد عن مكان سكنه، لذلك نحن جاهزون بهذه الحالة لنقل خط سير السرفيس إلى مكان سكنه، مع الإشارة إلى أنه حتى لو نقل الركاب ذهاباً وإياباً هنا لا يجوز قانوناً أن ينقل ركاب من خط غير محدد له، وكل ما كان يحدث من الاعتماد على سرافيس خطوط أخرى بفترة الذروة كان استثنائياً لتخديم الركاب.. أما بعد تركيب الأجهزة على كل الخطوط فسيصبح هناك تنظيم تلقائي للخطوط، وسنرى الكثير من مالكي السرافيس سينقلون خطوط سيرهم إلى قراهم، وهذا يؤدي إلى خدمة معظم الخطوط بشكل عادل.

وحول معايرة الكازيات قال: حقيقة يشتكي كثيرون من هذه المسألة، وهنا بشكل دائم يوجه المحافظ الجهات التموينية للمتابعة المستمرة وضبط المخالفات، وفي الفترة الاخيرة طلب منهم البقاء لفترة أطول والمعايرة المستمرة والمتكررة على الكازيات التي تقوم بتعبئة السرافيس، علماً أننا أرسلنا كتاباً قبل يومين للجهات المعنية بدمشق طلبنا فيه زيادة سقف المخصصات حسب المسير، بحيث أن من يعمل أكثر يأخذ مازوت أكثر، إضافة للسماح للسرافيس بالعمل يوم الجمعة وأيام العطل وتأخذ مازوت حسب مسيرها.. وبكل الأحوال أعتقد وربما أجزم أن المشهد سيختلف تماماً في الأيام القريبة عما كنّا نشاهده سابقاً ونبذل جهوداً كبيرة وبتوجيهات عليا.

 

أخيراً

ما يتمناه المواطن هو تسهيل انتقاله من بيته إلى عمله وبالعكس، بعيداً عن المنغصات اليومية التي باتت تثقل كاهله وتضيف إلى متاعبه وهمومه الكثير، فهل سنجد قريبا نهاية لمشكلة النقل بطرطوس!؟

هذا ما نأمله ونرجوه.

 

العدد 1104 - 24/4/2024