السويداء.. مطالب يكتنفها التهميش!

السويداء- معين حمد العماطوري:

أصوات أهالي السويداء تعلو بمطالب متنوعة ومتعددة، ولكن تلك المطالب يكتنفها التهميش والوعود الخلبية. فبعد رفع أسعار المحروقات الأخير الجنوني، بات المجتمع يخشى من ظلمة الليل وسهر ساهريه من وراء المكاتب لإصدار رفع الأسعار لمختلف السلع، بالاتفاق مع التجار والسماسرة وكأنهم يثبتون وقوفهم إلى جانب التجار على حساب المستهلك.

أما مطالب أهالي السويداء الحد من ابتزاز سائقي خطوط النقل الذين يتقاضون تسعيرة زائدة في مختلف الطرق والخطوط دون خوف، يقيناً بأن من يحاسبهم يأتونه خلسة يعبثون ويحرقون مكتبه.

واليوم أصوات الأطفال تعلو بصراخهم  مطالبين بالحليب بعد أن غزا الجوع أمعاءهم، وذريعة المعنيين هي ارتفاع تكاليف نقل وتوزيع الموزعين والمستوردين لمادة الحليب، وكذلك يشكو الصيادلة فراغ رفوف صيدلياتهم من المادة دون أن يكون لديهم القدرة على تأمينها، ولم نقل أن ضعف القوة الشرائية وارتفاع أسعار الحليب بشكل يومي قد أنهك الأسرة مادياً، ولم يعد لها قوة على تأمين حليب أطفالها، أما الحجج والذرائع فهي جاهزة: تذبذب سعر الصرف، وارتفاع أجور النقل والتوزيع جعلا المادة تفقد من السوق، وعلى الأطفال أن يموتوا جوعاً، لأن التاجر أهم من أي عنصر بشري أو إنساني أو أخلاقي.

والشارع يطالب وزارة الصحة بموقف من عدم توفر حليب الأطفال في أسواق السويداء؟

وهناك مطالب بعد الوعود الخلبية لتأمين الدفئة وطلاب المدارس يرتجفون برداً في منازلهم ومدارسهم التي باتت بلا مازوت.. لأن فرع شركة المحروقات، عاجزة تماماً عن تلبية احتياج المدارس والمؤسسات والمجتمع من مازوت التدفئة، والطلاب الذين يقدمون هذه الأيام امتحاناتهم يخرجون من قاعات الامتحان دون استكمال الوقت المخصص لهم، لعدم تأمين التدفئة المناسبة لهم في أوقات الامتحان.

والمدهش أن مسؤولي الطاقة في مديرية التربية بالسويداء أوضحوا أن نسبة توزيع مازوت التدفئة الخاصة بالمدارس لا تتجاوز ٣٨%، والكميات الموزعة خلال الصيف ولتاريخه نحو ١٦٨ ألف لتر مازوت، علماً أن هناك مناطق أكثر برودة لم تؤخذ بالحساب، مثل قرى المنطقة الشرقية. ويبلغ احتياج المدارس من مادة المازوت مليوناً و٢٠٠ ألف لتر.

فما رأيكم؟ هل يبقى أطفالنا بلا حليب وطلابنا يقدمون نهاراً امتحاناتهم وليلاً في قسم الإسعاف بالمشافي نتيجة البرد والأمراض الناتجة عنه؟!

أما المطالب بأصوات مبحوحة فجاءت بعد ارتفاع أسعار الأدوية التي تشكل عبئاً كبيراً على رب الأسرة وعلى المريض.

واليوم هناك مطالب لطلاب الجامعة الافتراضية بعد أن أقدم مجموعة لصوص على سرقة التجهيزات الحاسوبية للجامعة السورية الافتراضية بالسويداء، وسببوا، دون رحمة أو خوف أو أي رادع أخلاقي أو إنساني أو حساب، بزيادة معاناة الطلاب لأنهم مضطرون لتقديم امتحاناتهم في دمشق، وارتفاع تكاليف النقل ارتفاعاً كبيراً عدا الأحوال الجوية.

وقد أعلن أصحاب الشأن وفق الخبر المعلن أن مركز نفاذ السويداء تعرض لسرقة كل التجهيزات الحاسوبية فيه، لذلك يعتبر المركز مغلقاً حتى إشعار آخر، وعلى كل الطلاب ضمن برامج الحقوق والإعلام ودبلوم التأهيل التربوي وبرامج الماجستير الراغبين باستكمال تقديم امتحاناتهم المقررة ابتداء من تاريخ يوم الأحد ٨/١/٢٠٢٣ التوجه إلى مركز (الهمك) في دمشق، ومن لم يتمكن من طلاب مركز السويداء استكمال امتحانات الفصل في أحد المراكز تعتبر هذه الامتحانات مؤجلة للفصل القادم.

يعني أن طلابنا حُرموا فصلاً كاملاً، ومَن دفع قيمة المواد ودرس وقدم وظائفه ضمن المهام المكلف بالجامعة الافتراضية سوف تذهب في الهواء، خاصة أن مزاجية الإدارة من الأساتذة لا ترحم أحداً ولا تخشى من زيادة التكاليف والأعباء على الأهل والطلاب معاً.

فما حيلتنا في السويداء بمطالب عديدة وبالجملة وأعين الجهات ترمقنا بابتسامتها الوضاءة دون عمل.. والتهميش واضح؟!

العدد 1105 - 01/5/2024