من يستجيب لمناشدات مزارعي التفاح؟!

رمضان إبراهيم:

مناشدات كثيرة من الفلاحين تلقّيناها، في جريدة (النور) منذ أكثر من أسبوعين، وقد لاحظنا بدء تدخل السورية للتجارة بطرطوس في تسويق التفاح من المنتجين في ريف المحافظة، لكن للأسف كان التدخّل خجولاً، إذ لم تتمكن هذه المؤسسة من تسويق أكثر من مئة طن من مختلف الأصناف من أصل إنتاج يقدّر بـ 23 ألف طن.

ويبدو أن ذلك يعود لعدة أسباب تتحمل مسؤوليتها المؤسسة وليس الفلاح المنتج، وفق المعطيات التي جمعناها في الايام الماضية من مختلف الأطراف، فقد أكد الفلاحون، الذين سبق أن اتصلوا بنا مستفسرين، عدم إصدار الأسعار التأشيرية، وعدم تزويدهم بالعبوات والصناديق البلاستيكية، وعدم مباشرة المؤسسة بالتسويق رغم نضوج الإنتاج، وعبّروا عن الخوف من الخسائر التي ستلحق بهم فيما لو هبّت الرياح أو فاجأتهم الأمطار، فعادوا وتواصلوا معنا حول تأخر المؤسسة في تزويدهم بالصناديق، وعدم تواتر التسويق بشكل جيد، وخوفهم من خسارة إنتاجهم الذي كلّفهم دم قلبهم أمام أعينهم.

ويقول عدد من الفلاحين من ريف الدريكيش إن المؤسسة تأخرت في التسويق بحجة انتظار صدور التسعيرة التأشيرية من الوزارة أو المؤسسة، ثم باشرت بالتسويق في الأول من أيلول الحالي دون صدور التسعيرة على أساس وضع أسعار بالاتفاق بينها وبين الفلاح حسب الأسعار الرائجة، وقد قبل الفلاحون وتم تسويق بعض الكميات بأسعار 1000 ليرة للأول و800 ليرة للثاني و700 للثالث لكن لم يتم حتى الآن سوى تسويق 100 طنّ، وكان الوعد بتكثيف وتسريع عملية التسويق ضمن شعار تدخلها الإيجابي، لكن فوجئ الفلاح بتوقف التسويق بحجة عدم توفر الصناديق وبحجج تتعلق بقلّة الشاحنات، ذلك أنه لم ترسل لمنطقة الدريكيش التي تحتاج لآلاف الصناديق أول مرة سوى أقل من ألف صندوق، ثم توقفت رغم المطالبات اليومية منها ورغم الوعود التي كانت تطلقها على لسان مديرها، وبعد جهد جهيد جرى إرسال بعض الصناديق بداية هذا الأسبوع وقالت: لا يوجد غيرها.

 

وأضاف الفلاحون: كيف كانت المؤسسة تقول إن مستودعاتها مليئة بالصناديق وإن المشكلة كانت بالتسعيرة، وكيف تقول الآن لا يوجد عندها صناديق؟! لقد قبلنا بالأسعار رغم أنها لا تغطي أكثر من سبعين بالمئة من التكلفة، وشعرنا أننا في أيدٍ امينة بعد أن باشرت بالتسويق والقول إنها جاهزة لتسويق كل ما يعرض عليها، فهل يجوز أن تتراجع ولا تكمل ما بدأت به وتترك الفلاحين يخسرون إنتاجهم، ثم تترك التجار يتحكمون بهم حالياً وبالمستهلكين لاحقاً؟

حسين وسوف (رئيس رابطة الدريكيش الفلاحية) أكد أن الفلاحين المنتجين في ريف منطقة الدريكيش ومعهم الرابطة غير راضين عن العملية التسويقية، فلا صناديق كافية والأسعار تكاد لا تغطي نصف التكلفة ولا تسويق يذكر، وهذا ما أدى إلى إلحاق أكبر الخسائر بالفلاحين وقد يؤدي إلى خربان بيوتهم إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

وفي تصريح لمحمد حسين (رئيس اتحاد فلاحي طرطوس) أوضح فيه أن السورية للتجارة تقول إنها لا تستطيع تسويق أكثر من ٣٠ بالمئة من الإنتاج، وبرغم ذلك هي لم تسوّق إلا جزءاً بسيطاً من الذي وعدت بتسويقه. مثلاً وزعت ١١٠٩٤ صندوقاً فارغاً على الروابط، سُوّق منها ٤٩٠٧ صناديق حتى تاريخه، وبرغم مخاطبتهم أكثر من مرة كان الجواب هناك معوّقات في آليات النقل وقلة الصناديق الفارغة …الخ ونحن غير راضين، ومع ذلك مصممون على متابعة الموضوع بكل عزيمة.

وفي ردّ على ذلك أوضح محمود صقر (مدير فرع السورية للتجارة بطرطوس) أنه يتم إرسال الصناديق الحقلية بالتنسيق مع الروابط الفلاحية في كل منطقة ليتم تسليم الصناديق للفلاحين في الجمعيات المنتجة. وأضاف:

توجد لجان تسويق خاصة بكل منطقة بمعدل لجنة في كل منطقة، ومن ضمن أعضائها ممثل عن الجمعية الفلاحية أو الرابطة الفلاحية، وتم تسويق 95 طناً لتاريخه.

أخيراً..

نأمل من السورية للتجارة تدارك الخلل القائم بسرعة، والتعاون أكثر مع اتحاد الفلاحين وروابطه، ورفع وتيرة التسويق وتحسين الأسعار حماية لهذه الزراعة ودعماً للمنتجين والمستهلكين على حدّ سواء بما يشجع الفلاح على الاستمرار في رفد السوق المحلية بمادة التفاح.

 

العدد 1105 - 01/5/2024