حكومة الفقراء

هذا ما كتبناه في النور عام 2018، فماذا عسانا نكتب اليوم وقد بلغ سعر البيضة 800 ليرة؟!

البيضة بـ50 ليرة يا حكومة (الفقراء)!

ليست المرة الأولى التي يشهد فيها المواطن السوري مفارقات تدعو إلى الاستغراب، بل إلى التهكم، ثم إلى الأسف، وربما فقدان الثقة بكل الوعود التي تطلقها الحكومة لتحسين الوضع المعيشي لجماهير الشعب السوري، لكنها المرة الأولى التي تظهر فيها هذه المفارقات بهذه السرعة (الضوئية)! فلم يكد يمضي على وعود الحكومة التي وردت في بيانها الوزاري أمام مجلس الشعب سوى أيام، حتى كذّبت مياهُ الأسواق البيضاء والسوداء كلَّ غطّاسي الحكومة.

فالدولار لم يتنازل عن عليائه، كما وعدوا، بل راح يعلو فوق الجميع، ضارباً عرض الحائط بإجراءات المصرف المركزي. وحكومة (الفقراء) _كما سمّاها رئيسها_ لم تستطع رغم الاجتماعات النوعية التي عقدتها مع الفعاليات الاقتصادية وقطاعات الإنتاج أن تخفض سعر سلعة واحدة من السلع الأساسية للمواطن، بل ارتفعت هذه الأسعار بسبب ارتفاع سعر الدولار.. وأيضاً بسبب زيادة سطوة المحتكرين، وبعض كبار التجار، وأثرياء الحروب، الذين لن يتركوا فرصة إلا ويستخدمونها لمنع أي حل سياسي لأزمتنا، ما دامت تبيض لهم ذهباً.

لقد أصبح سعر البيضة الواحدة يا سادة 50 ليرة سورية بالتمام والكمال، فهل تصدّقون؟!

سينبري أحدهم ليشرح لنا أخطاء الحكومة السابقة في أسلوب استيراد العلف، أو سيبرّر آخر بأن غلاء اللحوم تسبّب بازدياد الطلب على البيض.. وثالث ورابع، لكن المواطن لن يقبل هذه التبريرات، ولن يقبل تبريرات أخرى، وذلك لسبب بسيط، هو أن هذا المواطن لا يسأل عن أي تبريرات عندما يدعوه الوطن إلى الصمود والتضحية وبذل الدماء في المعركة التي تخوضها بلادنا في مواجهة غزو الإرهاب الفاشي، فيقدم كل ما لديه من أجل الوطن.

حقِّقوا لجماهير الشعب السوري الصابرة إنجازاً واحداً في إطار تحسين أوضاعها المعيشية كي تزداد تمسّكاً به، وتأمل بعد ذلك بإنجازات أخرى.. أما أنتم يا فقراء بلادي، فعليكم أن تصبروا أكثر، فحكومة (الفقراء) لم يحن أوانها!

العدد 1105 - 01/5/2024