أول الخريف.. أيلول الرومانسي

وعد حسون نصر:

هو شهر الحنين، شهر يجمع بين اعتدال الربيع، وحرارة الصيف، وبرودة الشتاء الحالم، شهر الرومانسية وقصائد الشعراء، تحول فجأة إلى شهر حزين كئيب، وخاصةً مع قدوم المدارس وارتفاع الأسعار وعجز كثيرين عن تأمين مستلزمات أبنائهم، كذلك استغناء كثيرين عمّا يمكن اعتباره من الكماليات.

لم يتوقف الأمر فقط عند افتتاح المدارس في أيلول، شهر المؤونة من مكدوس وغيره، فقد غدا المكدوس حلماً على المائدة السورية بسبب ارتفاع سعر مواده وتكاليفه، لم تعد أسطح منازلنا تُزيّن بلون الفليفلة الحمراء، ولا الجوز ولا أي نوع من أنواع العصائر من المربيات يمكن أن نحتفظ به، حتى طلابنا لم نعد نرى الحقائب الملونة والملابس المدرسية الأنيقة، ولا حتى ربطات الشعر التي تزيّن جدائل الفتيات ولم تعد تلوّن شعرهن بالأمل. أيلول بات ثقيلاً، وشتاؤه الرومانسي غدا حزيناً، إنه شهر المصاريف والتكاليف وهموم متزايدة تُرسم على وجوه السوريين، لم نعد نستمتع بزخّات المطر ورائحة التراب بعد أول مطر، لم تعد تجمعنا لمّات الفرح ونحن نشرح عن طرق تصنيع المؤونة وطعمتها ولذّتها، حتى مُحلّيات الشتاء غابت عن رفوف مطابخنا!

أيلول السوري أضحى قاسياً علينا، ثقيلاً بتكاليفه، غابت منه رائحة الحب وغدت أوراقه الصفر تبعث الكأبة بدل الشجن، وحكاية العشق غدت هموماً ترسم ملامحنا.

العدد 1105 - 01/5/2024