خالد محيي الدين.. المناضل التقدمي الديمقراطي وآخر الضباط الأحرار

تحتفل الأحزاب والأوساط التقدمية في مصر بالذكرى المئوية لولادة المناضل المصري التقدمي خالد محي الدين، أحد الشخصيات البارزة في تنظيم (الضباط الأحرار) مؤسس ورئيس حزب التجمع.

وُلد خالد محيي الدين في ١٧ ب (أغسطس) ١٩٢٢م في كفر شكر بالقليوبية، في عائلة ميسورة، فوالده وجدّه من أصحاب المزارع وتجار القطن، وجده لأمه هو الشيخ عثمان خالد شيخ الطريقة النقشبندية.

نشأ في القاهرة وأمضي الصيف في قريته، درس بالمدرسة الابتدائية ومنها إلى المدرسة الإبراهيمية الثانوية لعامين، ثم انتقل إلى مدرسة فؤاد الأول وشارك مع الطلاب في العديد من المظاهرات، ثم التحق بمدرسة فاروق الأول بالعباسية، وحصل على شهادة الثقافة عام ١٩٣٨م، ثم التحق بالكلية الحربية حصل على التوجيهية العسكرية، وأكمل دراسته فيها حتى تخرجه فيها برتبة ملازم ثان عام ١٩٤٠م، وعمل في الآلاي الأول دبابات (سلاح الفرسان)، كما تمكّن من الالتحاق بكلية التجارة جامعة القاهرة وحصل على البكالوريوس عام ١٩٥١م.

انضم لتنظيم (الضباط الأحرار) عام ١٩٤٤م، وكان أحد مؤسسيه، وشارك في حرب ١٩٤٨م، ثم عضواً في مجلس قيادة الثورة مع نجاح ثورة ٢٣ تموز (يوليو) ١٩٥٢م، ولكن لحدوث اختلاف قوى بين آرائه وباقي أعضاء المجلس قرر أن يقدم استقالته في آذار (مارس) ١٩٥٤م، وتم إبعاده إلى سويسرا وإحالته إلى المعاش، ثم عاد ثانية إلى مصر عام ١٩٥٧م، وانغمس في الحياة العامة وترشح لمجلس الأمة عن قريته، وفاز بها وترأس اللجنة الخاصة التي شكّلها مجلس الأمة في بداية الستينيات لحل مشاكل أهالي النوبة أثناء التهجير، أسس جريدة (المساء)، وتولّى رئاسة مجلس إدارة وتحرير دار (أخبار اليوم) خلال عامي ١٩٦٤و١٩٦٥م، ورئيساً لمجلس إدارة جريدة الأهالي، تفاوض باسم مصر مع دول شرق آسيا الاشتراكية بتكليف من الرئيس جمال عبدالناصر، أسس حزب التجمع العربي الوحدوي في نيسان (أبريل) عام ١٩٧٦م، وظل رئيسه حتى اعتزاله السياسة لمرضه في عام ٢٠٠٢م، وكان قائد منبر اليسار في عهد السادات، وعضو اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي، وهو أحد مؤسسي مجلس السلام العالمي، ورئيس منطقة الشرق الأوسط،  ورئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح، وفاز بعضوية البرلمان  ما بين عامي ١٩٩٠ و٢٠٠٥م.

حصل على العديد من الأوسمة، منها جائزة لينين للسلام عام ١٩٧٠م، وقلادة النيل، أرفع وسام مصري من الرئيس السابق عدلي منصور في عام ٢٠١٣م، وله الكثير من المقالات والدراسات في الصحف والمجلات العربية والأجنبية، وله عدة مؤلفات منها: حركة السلام، الفكر والمنهج والتكوين، الدين والاشتراكية، انفراج لا وفاق، الآن أتكلم، ويسرد فيه قصة حياته وأحداث كثيرة عن ثورة يوليو.

توفى ٦ أيار (مايو) عام ٢٠١٨ عن عمر يناهز ٩٦ عاماً، وأقيمت له جنازة عسكرية ودُفن في مسقط رأسه.

 

العدد 1105 - 01/5/2024