رحل من بصق على الطغاة والاحتلال وجوائز السلطان!

طلال الإمام_ ستوكهولم:

رحل عنا واحد من الأدباء القلائل الذين جمعوا بين الموهبة والثراء الأدبي، والنضال السياسي ضد الطغاة والاحتلال، مَن ألهبت قصائده أكف بسطاء الناس والكادحين ومشاعرهم، البسطاء الذين كتب لهم ولأجلهم وبقي ملتزماً بقضيتهم طوال حياته. ربما هؤلاء هم الأكثر حزناً على رحيل من كتب عن آلامهم، رحل الشاعر المناضل الذي لم يلهث وراء الجوائز وعطاءات السلطان.

رحل شاعر: (القدس عروس عروبتكم، براءة، مرّينا بيكم حمد، رباعيات، تل الزعتر، بنفسج، قمم قمم) وغيرها الكثير الكثير على امتداد نضاله السياسي وإبداعه الادبي الذي استمر عقوداً من الزمن، رحل من تحولت اشعاره إلى أناشيد للمناضلين وعشاق الحرية والعدالة ليس في العراق فحسب وإنما على امتداد الوطن العربي والعالم.

رحل مظفر النواب الذي عرف عذابات السجون، والنضال والاغتراب، تاركاً لنا إرثاً لن يموت، وكان من المؤسف أن لا يأخذ حقه من التكريم الذي يستحقه في حياته.

تخليداً لذكرى رحيل مظفر النواب أقامت عدد من الهيئات السياسية والمجتمع المدني العراقي في ستوكهولم_ السويد حفل استذكار الشاعر المناضل مظفر النواب الذي غيّبه الموت في 22 أيار (مايو) 2022 عن عمر يناهز 88 عاماً. تضمن الحفل كلمات عن محطات حياة الشاعر مظفر النواب، عرض فلم قصير يتناول مختلف مراحل حياة الفقيد. كما تحدث  عدد ممن عاصروا الشاعر الفقيد في السجن أو المنفى عن انطباعاتهم وذكرياتهم عن النواب، وشهادات أدباء وسياسيين عاصروا الشاعر، إضافة إلى  كلمات تناولت تحليلاً أدبياً لقصائده من حيث اللغة، اللهجة المحلية  واستخدامه لتعابير هجائية قاسية لكنها معبرة وفي محلها، وفي هذا المجال أتذكر أنني في منتصف التسعينات وخلال زيارة الشاعر مظفر النواب للسويد، حضرت أمسية ألقى فيها بعض قصائده، طرح أحد الحضور سؤالاً على الشاعر حول استخدامه لشتائم وتعابير قاسية كما في قصيدته القدس عروس عروبتكم، فأجاب الشاعر بما معناه: صدّقني، حاولت أن أجد تعابير بديلة، لكن وضع الأمة  سيئ إلى درجة يستحقّ معها هذه التعابير التي استخدمتها وربما أكثر.

تخلل الحفل مقطوعات غنائية لأشعار مظفر النواب لقيت تفاعلاً واسعاً من الحضور.

العدد 1105 - 01/5/2024