فرحان بلبل: المسرح بالنسبة لي حكاية العمر.. وتكريم وطني هو الأجمل

(تكريم الآخرين جميل لكن تكريم الوطن هو الأجمل) هذا ما قاله الكاتب والمخرج المسرحي الحائز جائزة الدولة التقديرية في مجال الأدب لعام 2022 فرحان بلبل مشدداً على أن المسرح بالنسبة له حكاية العمر وعلى أنه لا يزال يمتلك رغبة الكتابة والإخراج المسرحي.

وفي مقابلة مع (سانا) قال الأديب بلبل (لم يخطر ببالي يوماً أن أنال جائزة لأن عملي في المسرح كان كالفلاح الذي يزرع ويفلح أرضه وينتظر نتائج زرعه، لكنني استقبلت منحي تلك الجائزة بالفرح والدموع وعملت طوال سنوات حياتي باحثاً ومفتشاً في كل ما يتعلق بالمسرح، فكنت آخذ كل معلومة أسمعها أو أشاهدها وما أزال وأحفرها في ذاكرتي وأربط بين ما رأيته اليوم وبين ما كنت أراه منذ ثلاثين عاماً).

وأضاف الأديب بلبل (عشت تطور المسرح السوري منذ سبعينيات القرن الماضي، فغدوت أعرف حركة هذا المسرح وأعيها وأحتفظ بها وأراجعها، وكنت إذا خيرت بين أن أقدم عروضي خارج سورية أو داخلها أختار فوراً ومن دون تردد أن أعرض داخل بلدي في المحافظات والمدن والقرى، لأنني كنت مدركاً أن الخارج رقم ضائع أما في بلدي فسأترك أثراً، ولم يكن يهمني أنا وفرقة المسرح العمالي في حمص التي تأسست عام 1973 إلا أن نترك أثرنا وبصمتنا ورسالتنا الفنية الإنسانية، لإيماني بأن المسرح الذي لا يثير جمهوره ويوقظ فيه الأفكار التي يجب أن تثار فهو ليس مسرحاً).

وتابع الأديب بلبل (قدمت نحو 40 عملاً مسرحياً لفرقة المسرح العمالي جُبنا بها أنحاء سورية ولاقت الصدى والترحيب الذي لم نكن نتوقعه آنذاك، وأصبحت من الفرق الرائدة في ميدان المسرح العمالي في سورية والوطن العربي وكانت الفرقة النواة واللبنة الأولى لتشكيل فرق للمسرح العمالي في كل محافظة).

والأديب فرحان بلبل ابن مدينة حمص من مواليد عام 1937 درس في مدارسها وتخرج في جامعة دمشق عام 1960 قسم اللغة العربية وآدابها، وبدأ العمل في المسرح منذ عام 1968 وأصبح عضواً في اتحاد الكتاب العرب عام 1971 وألف العديد من المسرحيات البالغ عددها 37 مسرحية نشر منها 32 و5 مسرحيات قيد الطباعة.

وكان أول عمل مسرحي أخرجه الأديب بلبل عام 1969 بعنوان (الجدران القرمزية) ضمن فريق مسرحي لنادي دوحة الميماس كما عمل أيضاً في مسرح الطفل من خلال أعمال (البئر المهجورة والصندوق الأخضر والجزيرة الخضراء) وكتب في النقد المسرحي العديد من الكتب والمقالات والدراسات وصدرت له كتب نقدية منها (المسرح العربي المعاصر في مواجهة الحياة، ومراجعات في المسرح العربي منذ النشأة، والنص المسرحي الكلمة والفعل، ومن التقليد إلى التجديد في الأدب المسرحي السوري) وغيرها كثير.

وكان آخر ما كتبه الأديب بلبل في النقد المسرحي إعداد صياغة لرسالة الغفران للشاعر (أبو العلاء المعري) محافظاً على الأسلوب وترتيب الجملة إضافة إلى صياغة حديثة لنصوص قديمة انتقاها من خمس رسائل تعتبر من أهم ما كتبه الشعراء العرب معظمها لابن المقفع وتتناول جوانب مختلفة في الاجتماع والسياسة والأخلاق.

وعمل الأديب بلبل مدرساً في المعهد العالي للفنون المسرحية لمدة 26 عاماً في قسمي التمثيل والدراسات المسرحية وشارك في لجان تحكيم عدد كبير من المهرجانات المسرحية السورية والعربية وكان ضيفاً ومحاضراً في العديد منها كما نال العديد من الجوائز السورية والعربية وكان من ضمن عشرة من المسرحيين المكرمين في العالم في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي إضافة إلى ترجمة العديد من أعماله المسرحية إلى اللغة الألمانية.

العدد 1107 - 22/5/2024