في جمعية العلوم الاقتصادية.. د. منير الحمش والاقتصاد السياسي للأزمة السورية

بشار المنيّر:

في حلقة نقاشية أعد ورقة العمل فيها الدكتور منير الحمش أحد (شيوخ) الاقتصاد السوري الكبار، وتخلف عن حضورها مسؤولو الاقتصاد.. وأساتذته الكثر، تحدث المحاضر عن الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة السورية والغزو الإرهابي الذي تعرضت له البلاد.

وأكد الباحث أن مقدمات اقتصادية واجتماعية ساهمت في إضعاف مواجهة سورية          للأزمة والغزو، فالسياسات الاقتصادية التي قادها الفريق الاقتصادي منذ بداية القرن الجديد، والتي همشت عوامل القوة في الاقتصاد الوطني التي تتمثل بالزراعة والصناعة، وشجعت الرساميل الريعية، وتحاشت إصلاح القطاع العام تمهيدا لتصفيته، وحررت التجارة الخارجية قبل تمكين القطاعات المنتجة الوطنية، وما أدت إليه هذه السياسات على الصعيد الاجتماعي من تراجع الأجور الحقيقية للعاملين وزيادة نسب البطالة والفقر، وبروز فئات جديدة (بازغة) سيطرت على مفاتيح الاقتصاد السوري، جميع هذه المقدمات إضافة إلى طريقة التعامل الحكومي مع المستجدات الاقتصادية كالحصار والعقوبات وتراجع الإيرادات العامة التي طرأت منذ عام 2011، كان لها الأثر الكبير في إضعاف مواجهة تداعيات الأزمة.

وتحدث الباحث عن مخاطر خسارة سورية لثرواتها الوطنية، وخاصة خسارة الشباب بسبب الهجرة، والنفط والمحاصيل الاستراتيجية، وحذر من مخططات التحالف الدولي المعادي لسورية الهادفة إلى تقسيم سورية، خاصة بعد استثناء المنطقة الشمالية والشرقية من البلاد من قانون قيصر.

وختم الباحث ورقة العمل التي تقدم بها بأهمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالاعتماد على الذات، والابتعاد عن السياسات التي كانت سبباً في إضعاف الاقتصاد السوري، هذه السياسات التي غلفت مرة بالإصلاح، وأخرى باقتصاد السوق الاجتماعي، لكن جوهرها كان الهرولة باتجاه السوق الحر من جميع القيود الاقتصادية والإنسانية.

تحية للدكتور منير الحمش.. ولجمعية العلوم الاقتصادية ولبضع صبايا يتابعن دراساتهن العليا، وأخريات مثلن الإعلام رغم عدم تغطية الإعلام الرسمي لهذه الندوة الهامة.

العدد 1107 - 22/5/2024