المجد للكنداكة

أيمن أبو شعر:

قصيدة (الكنداكة) تنشرها (النور) للتعبير عن التعاطف والتلاحم مع الحزب الشيوعي السوداني وأملاً في انتصار الشعب أخيراً على الطغمة العسكرية.. نحن معكم قلباً وقالباً.. ومن يوم أن رحل محجوب (سودان منجل والنيل مطرقة):

لا تتركي الساحات يا كنداكةَ الطهرِ النقاءْ *

إلا بتاجِ الكبرياءْ

مرحى لأحداقِ الزمنْ

فوقَ الجباهِ السمرِ خطَّت: لا ولَن

لا.. للطغاةِ وللسياطِ وللرياءْ

قسماً ولَنْ..

لن يرجعَ العشاقُ إلا بانتصارٍ أو كفَنْ

أرأيتَ يا تاريخُ قبلَ الآنَ خلقاً

فاضَ عن حضنِ المكانْ

وزاغَ عن فخِّ المِحَنْ

شعباً كأغنيةِ النقاءِ مسالماً

هزمَ الّلظى والصولجانْ

هزمَ الكواسرَ والعَفنْ

ونأى سُموّاً عن طواحينِ الفِتَنْ

أفدي رؤاكِ حبيبتي قد كنتِ بينهمُ إذاً

أحلى نداء

شالاً تبدّى سابحاً وسْطَ الحشودْ

وجبينُك الشماخُ لاحْ

حيناً بتلويحِ الزنودْ

حيناً هُتافاً كالرعودْ

أصغتْ له أذنُ السماءْ

محبوبتي كنداكةٌ تسمو على حُسنِ المِلاحْ

كسَرَتْ عصا الرقّاصِ فانهدمتْ قصورْ

دقَّتْ على صدرِ القبورْ

لتقولَ للشهداءِ ناموا الآنَ إنَّ الظلمَ راحْ

لكن حذارِ من المُخبَأ في الصدورْ

بعضُ الكلابِ تعضُّ إذ تُخفي النباحْ

لا تتركي الساحاتِ يا كنداكةَ الحلمِ الجسورْ

إلا بتكسيرِ الرماحْ

واستشرفي المستقبلَ الآتي بأحداقِ النسورْ

وامضي كحلمٍ رائعٍ بينَ الجموعِ بلا وهَنْ

غنّي لفجرِ الحُبِّ كي يصحو الصباحْ

ليبشرَ السودانَ صدّاحاً بِنورْ

وتحوَّلي كالطُهرِ دمعةَ فرحةٍ وسْطَ العيونْ

قد آنَ أن نمحو طواغيتَ الزمَنْ

فالشعبُ أقسمَ لا سُباتَ ولا وَسَنْ

إلا بتحريرِ الوطنْ

من سطوةِ الدعمِ الشنيعْ

من طعنةِ الغدرِ السريعْ

إلا بِتحريرِ الوطنْ

  • كنداكة لقب قديم جداً لملكات السودان المحاربات ما زال له طابعه الرمزي، ويحكى أن إحدى الكنداكات قاومت غزو الإسكندر الأكبر ومنعته من دخول أراضي النوبة، وتظهر في بعض النقوش لابسة الدروع مستعدة للقتال.
العدد 1105 - 01/5/2024