سعد الله ونوس ٢٥ عاماً على الرحيل (27/3/1941 – 15/5/1997)

إعداد علي شوكت:

سعد الله ونوس، المسرحي السوري الكبير، صاحب أشهر مقولة رددها السوريون على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم من أدباء ومثقفين وكتّاب وأناس عاديين:

(إننا محكومون بالأمل)، و(ما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ).

سعد الله ونوس من مواليد 27/3/1941 في قرية حصين البحر بمحافظة طرطوس.

كانت مسيرته على مدى ٥٦ عاماً شاقة وشيقة في آن.

فهو المسرحي الألمعي المبدع والمثقف العضوي، الذي امتزجت أحلامه وآلامه عبر مسيرته الثقافية بآلام وطنه وما صاحبها من انكسارات وهزائم مؤلمة متلاحقة على امتداد العالم العربي.

ففي أثناء وجوده في القاهرة بمنحة دراسية بعد حصوله على الثانوية العامة، حصل الانفصال بين سورية ومصر، ما أثر عليه تأثيراً كبيراً. وقد ظهر ذلك في مسرحيته (الحياة أبداً) التي ألفها عام ١٩٦١ ونشرت بعد وفاته.

في عام ١٩٦٦ أوفد إلى باريس بمنحة دراسية من وزارة الثقافة لدراسة المسرح الاوربي. فتأثر بذلك ونشر مقالات عديدة عن الحياة الثقافية في أوربا نشرت في جريدة البعث والأدب والمعرفة.

تأثر سعد الله ونوس بنكسة حزيران عام ١٩٦٧ تأثراً عميقاً أصابته بحزن شديد، إلا أنه تابع كتاباته، فكانت مسرحيته (حفلة سمر من أجل خمسة حزيران)، وتلاها عدة مسرحيات نشرت في الصحف والدوريات السورية. منها مسرحية (الفيل يا ملك الزمان) وقد عُرضت في مهرجان دمشق المسرحي الأول من إخراج علاء الدين كوكش. وكانت وزارة الثقافة عهدت إليه بتنظيم ذلك المهرجان.

لم يتأثر ونوس بمرض السرطان ولم يستسلم للمرض مطلقاً، بل استنفر جل قواه من أجل الكتابة. فقدم أجمل أعماله: (منمنمات تاريخية) و(اللباب المخمورة) و(طقوس الإشارات والتحولات) وقد عرضت هذه الأخيرة في كل من لبنان ومصر.

في آخر كلمة له قبل رحيله باحتفالية اليوم العالمي للمسرح قال: إن التخلي عن الكتابة للمسرح وأنا على تخوم هذا العمر، هو جحود وخيانة لا تحتملها روحي، وقد يعجلان برحيلي. إني مُصرٌ على الكتابة للمسرح لأني أريد أن أدافع عنه وأقدم جهدي كي يستمر هذا الفن الضروري حياً.

إن المسرح في الواقع، هو أكثر من فن. إنه ظاهرة حضارية مُركبة، سيزداد العالم وحشةً وقبحاً وفقراً لو أضاعها أو افتقر إليها. ومهما بدا الحصار شديداً والواقع محبطاً فإني متيقنٌ أن تضافر الإرادات الطيبة على مستوى العالم سيحمي العالم ويعيد للمسرح ألقه ومكانته.

(إننا محكومون بالأمل وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ).

ترجل فارس المسرح السوري تاركاً حبراً غزيراً في محبرته وقلماً طالما عشق الكتابة ومسرحاً حزيناً على فراقه.

كتب ومؤلفات الكاتب سعد الله ونوس

١-منمنمات تاريخية …

٢-الملك هو الملك …

٣-مغامرة رأس المملوك جابر …

٤-طقوس الإشارات والتحولات …

٥-رحلة حنظلة …

٦-الاغتصاب …

٧-عن الذاكرة والموت

٨-ميدوزا تحدق في الحياة (1964).

٩-فصد الدم (1964).

١٠-عندما يلعب الرجال (1964).

١١-جثة على الرصيف (1964).

١٢-مأساة بائع الدبس الفقير (1964).

١٣-حكايا جوقة التماثيل (1965).

١٤-لعبة الدبابيس (1965).

١٥-الحياة أبداً (1961) (نشرت عام 2005 بعد وفاة الكاتب)

 

من أهم اقواله:

 

* نحن محكومون بالأمل.

* إن التجارة بين الأقوياء والضعفاء ليست بيعاً وشراءً. بل هي حرب وعدوان.

* عندما يضجر الملك يتذكر أن رعيته مسلية ومليئة بالطاقات الترفيهية.

* على الملك أن يغير لهجته بين الحين والأخر إذا كان لا يريد أن يلتهم الخفاء عرشه.

*ما من ملك يتخلى عن عرشه.. إلا أقتلاعاً.

*ما أتعس حالنا إذا كان علماء الأمه يسمون الاجتهاد والعلم كفراً.

*في لحظات التعاسة فقط، يشعر الانسان أنه لم يعد قادراً على الاحتمال. …

*كم مرة هزمتنا الخيانة.. دون قتال.

*المرض يكسر الكبرياء، وهذا أقسى ما فيه.

 

العدد 1105 - 01/5/2024