القرّاء بين ظلم المحبوب وغلاء أسعار الكتب

بقلم – ريم سويقات:

هل مـن المعقـول أن شـبابنا اليـوم يعانـي مـن إجحـاف المحبـوب وجفـاف مشـاعره، لدرجـة أصبـح فيهـا القـارئ وغيـر القـارئ يتجـه إلـى قصـص الغراميـات وقد اجتـاحت واجهات المكتبـات بشـكل غيـر مسـبوق. فأصبحـنا لا نـرى مـن الكتـب سـوى أحببتـك أكثـر ممـا ينبغـي ولتغفـري! وهـذا لعلـه يناسـب شـريحة مـن يسـمعون هانـي شـاكر، أمـا روايـات عبيـر فهـي مناسـبة لطلاب وطالبـات المدرسـة الثانويـة نتيجـة إقبالهـم عليهـا أكثـر مـن غيرهـم، عـدا روايـات أحلام مسـتغانمي، إذا أردت أن تعيـش فـي درامـا لا نهايـة لهـا.

وتجد أيضاً أسماء أكثر جذباً مثل شهيّاً كفراق، وهنا لم نسـتطع تفسـير هـذا الإعجـاز، إلـى كونسـيلر وغيرهـا كثيـر.

إن ظلـم الأحبـاء لـبعضهـم انعكـس علـى بعض الشبان الذين يبدون أصحاء عاطفياً فلا يجـدون كتباً لدويستوفسـكي، ممـدوح عـدوان، نجيـب محفـوظ، محمـود درويـش، إميـل حبيبـي أو فيكتـور هيغـو.

نقـول لـك عزيـزي القـارئ: كلّ محـاولات سـعيك لتكـون مثقفـاً

تسـقط أمـام إجحـاف المحبـوب، عليك بقراءة الكتب الإلكترونية، وإذا كنـت مـن محبـي الـورق ربمـا عليـك أن تكـون مصلحـاً اجتماعياً لأنك لن تقرأ سوى قصص الغراميات.

هذا عدا ارتفاع أسعار الكتب اليوم التي تولول، ليس فقط في محلات الكتب بل حتى في الأكشاك المنتشرة على قارعة الطريق، فيغدو محبّو الورق أمام مشكلة كبيرة، وإذا كان يوجد أمل ضئيل عند الأفراد (الأصحاء عاطفياً) بتوفر الكتب الفكرية التي يفضلونها، فإن ارتفاع الأسعار قضى على التفكير بالبحث عنها أيضاً، لك أن تتصور عزيزي المثقف أن كتاب (الجريمة والعقاب) للكاتب الروسي دويستوفسكي بجزأيه وصل إلى ٢٠٠٠٠ ل. سن وهو مؤلف من ١٠٠٠ صفحة.

أيها السادة، يكفي ربط حزام المعدة للمواطنين السوريين، بسبب القرارات الحكومية التي تجعل العيش أمراً عسيراً!

لا بد من توسيع مدارك فكره حتى يستوعب ما تفعل حكومته الموقرة، وإذا كان من غير المناسب أن يفهم ما يجري بالنسبة لهم، دعوه يغذّي عقله بشيء آخر مفيد، ويتناسى أوضاعاً تسدّ النفس، خففوا من وجع شبابنا بالإمكانيات البسيطة!

لينعم من يعاني من إجحاف مشاعر المحبوب باستمرار قدرته على قراءة الدراما، ويرتاح الأصحاء عاطفياً بتوفر ما يتمنون من كتبهم المفضلة.

دام عزّكم، أيّها السادة، ما رأيكم؟!

 

العدد 1105 - 01/5/2024