مشاهد مؤسفة

ريم سويقات:

تداولت بعض صفحات التواصل الاجتماعي صورة لطلاب من جامعة دمشق (يتعمشقون) على سيارة قمامة بهدف الوصول إلى الجامعة! وبغض النظر عن صحة الصورة أو تزييفها، نسأل بمرارة: ألم تشعر الحكومة بمعاناة الناس في تنقلاتهم داخل المدن وخارجها، وخاصة دمشق؟!

الغريب أكثر أننا لا نشكو من نقص في الكراسي الوزارية الحمد لله، فجميعها ممتلئة ومشغولة على الدوام بماذا الله وأعلم!

إذا كانت الصورة المتداولة صحيحة، فهي محزنة.. ومخزية، لكن المخزي أكثر هو صمت المعنيين عن أزمة النقل والتهاون في علاجها، فهل يعقل أن ينتظر طالب جامعي ساعات حتى يصعد في حافلة للذهاب إلى كليته صباحاً، ولأنه لا يجد يتعلّق في سيارة قمامة.. مستسلماً لتقصير المسؤولين؟ هذا إن لم يكن قد تعاقد معها كل صباح ليؤمن موضعاً لقدمه فقط، فقد أصبح المقعد الفارغ في حافلة حلماً صعب المنال.

قد يعتقد البعض أن حل أزمة المواصلات بسيط للغاية وهو الصعود في سيارة أجرة، ولكن هذا الأمر طويت صفحاته لدى غالبية الشعب السوري لأن أقل أجرة تكسي هي ٤٠٠٠ ل. س وهذا يعادل راتب الموظف في اليوم وفي أحيان أخرى يتجاوزه.

وبما أن الكراسي الوزارية عاطلة عن العمل كما السرافيس، على اعتبار أن الحكومة مشغولة بموضوعات مصيرية لم تسفر نتائجها عن أي شيء إيجابي حتى الآن وكأنها دخلت في سبات شتوي، فليس غريباً على سائق الحافلة أن يبيع مازوت سيارته بالسوق السوداء، ويجلس (متستّتاً في البيت) ولا يعمل، فعدم المسؤولية مرض معدٍ في بلادنا ينتقل بالهواء، ويبقى المواطن هو الضحية هنا!

إذا كان الانشغال بموضوعات أخرى هو ما يصرف انتباه المعنيين عن أزمة المواصلات، نقترح وضع باصات كبيرة على الخط بدلاً من السرافيس، وأن يكون إلى جانب كل سائق منظّم للسير، ليصعد المواطن سالماً إلى الحافلة دون ضمادة على رأسه وهو يقول أنا أولاً أنا أولاً، وزيادة مخصصات المازوت والبنزين أكثر من السابق.

دام عزكم.. ما رأيكم!؟

العدد 1104 - 24/4/2024