أمام خطر استهداف وجودنا.. فلنتمسك بما يجمعنا.. ويعزّز وحدتنا الوطنية!

كتب رئيس التحرير:

منذ دخول بلادنا في نفق الأزمة.. ومواجهة الغزو الإرهابي الفاشي، طالبنا وما زلنا نطالب بالتركيز على عوامل القوة في بنية المجتمع السوري، ومعالجة نقاط الضعف في هذا الجانب أو ذاك، إنها بديهيات التصدي لأي خطر يتهدد وحدة بلادنا أرضاً وشعباً.

ولأن سورية مازالت تشكل العقبة الرئيسية أمام نجاح المخطط الإمبريالي الصهيوني الرامي إلى استباحة الكيان الصهيوني للمنطقة بأسرها، كان لابد للتحالف المعادي لبلادنا من اللجوء لا إلى الحرب العلنية، بل إلى حروب أخرى تستهدف تفتيت عوامل القوة داخل المجتمع السوري المتجانس.. المتآلف بأطيافه الدينية والإثنية والاجتماعية.

لن نطيل في الأساليب التي اتبعها الأمريكيون والأتراك ومن قبلهم الكيان الصهيوني لتحقيق هذا الهدف، لكننا سنطيل ونطيل في التحذير من إمكانية نجاح هؤلاء في تحقيق ما يصبون إلى تحقيقه، لأن نجاحهم يعني ببساطة شديدة أن الدولة السورية، بهياكلها السياسية والقانونية والاجتماعية والسياسة والتاريخية، أصبحت في مهبّ الريح.

هل تسمعون؟ في مهب الريح!

فضرب وحدة الشعب السوري هو الهدف.. وتسعير الطائفية هو الهدف، وإثارة حفيظة المكونات الاجتماعية والإثنية هو الهدف.

والسعي للتمترس خلف المنطقة والعشيرة والطائفة بدلاً من الدولة هو الهدف.

وإنكار الآخر السياسي والديني والحزبي والتشكيك بالحلفاء هو الهدف.

وفتح كتب التاريخ بانتقائية لئيمة وإنكار حقائق لا ترقى إليها إلا شكوك.. نشك في إثارتها اليوم، وتعميم ظواهر الفساد ليصل حتى إلى بيوت السوريين هو الهدف! وزيادة الهوة بين أقلية قادرة.. ثرية، تتحكم بمفاتيح سحرية في الاقتصاد والمجتمع، وأكثرية تسعى وراء رغيف الخبز هو الهدف.

لقد نبه حزبنا الشيوعي السوري الموحد إلى خطورة ما تحضره القوى المعادية لبلادنا وشعبنا في المستقبل القريب، فالغزو الإرهابي قد فشل وتصنيع المعارضين المعتدلين أصبح عملية مكشوفة، لذلك طالبنا بالتركيز على وحدة السوريين بكل أطيافهم السياسية والاجتماعية والإثنية، هذا ما أثبتته تجارب الشعوب في مقاوماتها للعدوان الخارجي، وهذا ما شهدته سورية في حرب تشرين الوطنية عام 1973، إذ اتحدت جهود الجميع خلف جيشنا الوطني الباسل.

لا يجوز اليوم، حسب اعتقادنا، السماح تحت أي شعار أو ذريعة بالنيل من وحدة الشعب السوري، بجميع أطيافه، وتضامنه وتآلفه وكرامته وأمنه وأمانه، لأنها عوامل القوة والثبات والصمود التي نحتاجها اليوم في مواجهتنا لخطر يهدد وجودنا دولةً، ومجتمعاً وأرضاً وتاريخاً وتراثاً.

الأمريكيون يحضّرون لتشديد الحصار وتقسيم سورية عبر مشروع قانون يناقش حالياً بالكونغرس، وأردوغان يصعّد من تدخله العسكري لضم أجزاء من الأرض السورية، وشعبنا ازدادت معاناته المعيشية إلى درجة مأساوية، بعد تجاهل الحكومة وتهميشها لهموم الفئات الفقيرة، لذلك لا نرى بديلاً عن بذل جهود استثنائية من قبل الجميع، وعلى رأسهم القيادة السياسية، للتمسك بكل ما يوحّد شعبنا.. فالخطر يتهدد الجميع.

إننا نرى أن حجر الزاوية في الحفاظ على دولتنا وأرضنا وخيارات شعبنا هو العمل المخلص والمسؤول من أجل رفع المعاناة عن كاهل الفئات الشعبية التي تمثل السند الرئيسي لجيشنا الوطني الباسل.. والتوجه دون إبطاء إلى توحيد كل الشعب السوري، عبر مؤتمر وطني شامل يضم جميع الأطياف السياسية والاجتماعية والإثنية، بهدف التوافق على إنهاء عذابات السوريين والحفاظ على سيادة سورية ووحدتها أرضاً وشعباً والنضال بجميع الوسائل لتحرير الأرض السورية من الاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي، ورسم مستقبل سورية الديمقراطي العلماني.

العدد 1104 - 24/4/2024