لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟!

في الوقت الذي يحاول فيه أصحاب البيوت التي تضرّرت خلال سنوات الجمر المريرة أن يعودوا إلى بيوتهم وأن يرمّموها..

وفي الوقت نفسه الذي تسعى فيه الجمعيات السكنية لتأمين سكن شعبي متواضع لآلاف الشبان السوريين الذين لم يركبوا البحر إلى بلاد الدنيا..

وفي هذا الوقت الذي تدّعي الحكومة فيه أنها تعيد إعمار ما خرّبته أيدي الإرهابيين..

وفي الوقت الذي يرزح فيه المواطن السورين تحت ضغط الفساد وأمراء الأسواق، لتأمين اللقمة والدواء لأطفاله..

وكذلك في الوقت الذي يسعى فيه أعداء سورية، بزعامة الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني وحلفائهما، إلى إثارة غضب الشعب السوري بألف وسيلة ووسيلة..

وفي الوقت نفسه الذي تتطلب المخاطر المحدقة بدولتنا وأرضنا ووحدة شعبنا أن تتكثّف الجهود وأن تصبّ في مصلحة توحيد جميع السوريين، لمواجهة خطر التقسيم وتهديد كيان الدولة السورية..

في هذا الوقت، رفعت حكومتنا الموقرة أسعار الاسمنت من 75 ألف ليرة للطن إلى 125 ألفاً!

ألا تعلم حكومتنا الموقرة أن تداعيات زيادة أسعار الاسمنت ستنعكس مباشرةً على جميع الأنشطة الاقتصادية والعمرانية والإنشائية، في زمن أصبح فيه الحصول على اللقمة صعباً.. وتأمين السقف حلماً؟!

لماذا يا حكومة.. فمشاريع جميع الوزارات لإعادة الإعمار سترتفع تكاليفها، تبعاً لهذا القرار، ربما بمقدار العائد من رفع أسعار الإسمنت؟!

لماذا يا حكومة وشعبنا ينتظر خطوات طال انتظارها لتسهيل أوضاعه المعيشية التي أصبحت مأساوية حقاً.. بائسة حقاً؟!

قرار استفزازي في وقت يعدّ استفزاز الشعب فيه مطلباً لأعداء سورية.

(النور)

العدد 1102 - 03/4/2024