فوائد أزموية

د. سنان علي ديب:

العاقل من يستفيد من تجاربه ويصحح أخطاءه، وأكبر استثمار بعد الموارد البشرية يدل على النظام والتطور والرقي هو استثمار الوقت.

فعلى الرغم مما لهذا الوباء الفتاك من مخاطر عالمية إلا أنه قد يحوي لبعض الدول فوائد ومزايا، ولن ندخل بالانعكاسات على من صنعه وعلى الحرب الجرثومية ولكن لنأخذ مثالا بلدنا.

القرارات الحكومية المتدرجة ساهمت باحتواء الصدمة وبالعقلانية والهدوء لاتخاذ الإجراءات اللاحقة.

بالأمس بدأ حظر التجول الجزئي وقد كان مثمراً من نواحٍ عديدة، ومنها الانضباط التام بكل المحافظات وهو ما سهل عمل الحكومة وهو دليل وعي الأغلبية وتقيدهم بالأنظمة من جهة، وكذلك دليل على تعافي الحكومة ومؤسساتها وقدرتها على فرض القوانين من حيث امتلاك الأدوات وكذلك القراءة الصحيحة للواقع. وهنا يجب الانتباه لعدم تمييع القرار بالإكثار من الاستثناءات التي هي سبب أغلب ابتلاءاتنا، فالقرار واضح وعقوبة مخالفته واضحة ولا يخالفه إلا كل مستهتر متعود على تجاوز القوانين، والحالتان تقدمان أوراق قوة لتجاوز الأزمة وتبعات الحرب القذرة والوصول إلى حل سوري سوري عادل.

ولا ننسى العفو الذي شمل الأكثرية ومنهم من اعتقل لأسباب منها سياسية لا كما حاول البعض تقويضه.

وكذلك يمكننا في هذا الوقت إن استثمر بشكل صحيح مراجعة شاملة لواقعنا ولقدراتنا ولعلاقاتنا وكيفية تصحيح الإدارة الأزموية.

وكذلك وجدنا مبادرات مهمة ولو جاءت متأخرة وخجولة منها إنسانياً ومنها لحلول وقت الانتخابات، وهذه المبادرات هامة وضرورية وواجب لأن الأزمة لبلدنا ومن يملك المال جزء من هذا البلد ولن يستثنيه الوباء ويجب التشجيع الإعلامي لمثل هذه المبادرات. وأكدت الإجراءات استمرار وجود شريحة دواعش همّها عدم الوصول إلى حلول وتقويض إجراءات الحكومة من أجل الإثراء والاغتناء على حساب الوطن والمواطن والربح بأعلى الأسعار والاحتكار للسلع وكذلك لمواد اساسية كالخبز والخضار في عز الحاجة الماسة والقدرة المحدودة للمواطنين. وكذلك وحدة الخطاب السوري للأغلبية بكل الخنادق ليكون خندق الوطن هو الجامع، فنرى الكل يحاول تقديم الواجب الذي يساعد في تخفيف الآلام والهموم من الشرطة للجيش لرجل الدين عبر تهدئة النفوس، ولا ننسى جهود عمال النظافة والتعقيم والأطباء والممرضين فتظهر البلد خلية نحل ويكون العمل الجماعي عنواناً بدلاً من الفردية والأنانية التي كرستها عولمة بصبغة أمريكية.

هذه المقدمات والمعطيات سيتولد عنها نتائج إيجابية لبلدنا ولأهلنا في حال الاستمرار بعقلية الحاجة هي البوصلة والمراقبة والمتابعة والتصويب.

العدد 1104 - 24/4/2024