عصيّ في عجلات التعليم

اعتاد طلابنا على التعجيز التعليمي في مختلف مستوياته، وإن كان السبب وراء  تردي واقع التعليم يقع على عاتق جهات كثيرة، أولها المدارس وليس آخرها الأهل، لكننا اليوم نقف على مشكلات كثيرة باتت تكتنف هذا المجال، خاصة أننا أصبحنا بأمس الحاجة لكوادر مثقفة أكاديمية تقدم النفع للوطن وللمواطن على حد سواء.

لكن كيف لنا أن نصل إلى إنتاج هذه الكوادر إن كنا نضع (العصي في العجلات) كما يقال، وكيف لنا أن نستفيد من خبراتها إن كنا نحاربها من بداية مشوارها التعليمي، بدلاً من مساندتها والوقوف إلى جانبها ووضع كل خبراتنا وتجاربنا التعليمية بين أيديهم؟! ولعل هذا ما غاب عن وزارة التربية.

فكما يعلم الجميع، بدأ طلاب الثانوية العامة منذ أيام تقديم أول امتحاناتهم_ كان الله في عونهم_ ولكن الذي لا يعلمه الجميع ولا حتى البعض، أن أعداداً كبيرة من الطلاب خرجوا من امتحاناتهم قبل مرور نصف ساعة على الوقت، والمضحك في ذلك أن سبب إخراجهم ليس الغش، أو تصرّف غير مقبول منهم، بل بسبب خطئهم في المركز الامتحاني، فحين وصل الطلاب إلى أحد المراكز ودخلوا إلى القاعات، فوجئوا بعدم وجود أسماءهم في هذا المركز، وقام المسؤولون عن المركز بإخراجهم منه، ليقصدوا مركزهم الصحيح.

برأيكم هل استطاع جميع الطلاب الذي أُخرجوا من المراكز أن يصلوا إلى مراكزهم الصحيحة واستدلوا إليها حقاً؟! أم أننا بتنا أمام أعداد لا بأس بها من الطلاب فقدوا فرصتهم في نيل الشهادة الثانوية بسبب خطأ في المركز؟!.

ألا يجدر بوزارة التربية إصدار قرار عاجل يقف إلى جانب هؤلاء الطلاب، ويستوعبهم، خاصة أن خطأ التبديل في المراكز يحصل فقط في اليوم الأول للامتحان، وهذا من الممكن بل ومن الكثير حصوله في الامتحانات الجامعية، التي يخطئ فيها الطالب بقاعته ضمن الجامعة الواحدة، ليس ضمن منطقة أو مدينة بأكملها كما حصل مع طلاب الشهادة الثانوية.

توقفوا عن تعجيز الطلاب، توقفوا عن وضع العصي في عجلات كل شيء، والتفتوا إلى التعليم، تخيلوا أن هؤلاء الطلاب عجينة طرية ليست بحاجة إلا إلى إضافة المكونات الصحيحة والمطلوبة لها، وإخضاعها للظروف المناسبة، كي تنضج وتعطينا ما نريد.

توقفوا عن وضع العصي في عجلات التعليم!

العدد 1104 - 24/4/2024