هل يصوم (الحيتان)؟!

استغلّ المتحكّمون بالأسواق وسماسرة الاستيراد والمضاربون بأسعار القطع الأجنبي في السوق السوداء، استغلّوا تضييق الحصار الاقتصادي على بلادنا، وقدومَ شهر رمضان المبارك، فرفعوا أسعار حزمة من السلع الضرورية للمواطن، كالزيوت والسمون والمناديل الورقية والمعلبات، وكالعادة فإن التبريرات جاهزة: ارتفاع سعر الدولار!

وزارة حماية المستهلك بشّرت المواطنين بأن الأسواق لن تفتقد السلع واللحوم بأنواعها في الشهر الفضيل، وهذا ما لمسه المواطن منذ بداية الأزمة وغزو الإرهابيين وحتى اليوم، فأسواقنا كانت تعجّ بجميع أنواع السلع، حتى الشوكولا السويسرية، والكاجو الهندي، والأناناس الكاريبي، لكن ما يفتقده المواطن هو القدرة على الشراء، والجيوب العامرة، والتناسب بين الأسعار والأجور، والتدخل الحكومي الإيجابي الفاعل في الأسواق لإعادة التوازن إليها حين يستبيحها الحيتان.

المواطن، أيها السادة، رغم ظروفه المعيشية والاجتماعية المتدهورة منذ سنوات، مازال يأمل ويتمنى أن يصوم هؤلاء الحيتان، كي يستطيع التنفّس! إنهم جاثمون على صدور المواطنين السوريين، ويعتصرون ما بقي من دمائهم، في ظل غياب حكومي عن الفعل الإيجابي الميداني وتعديل كفّة الميزان!

لن تجدوا في كل الحروب التي شهدتها البشرية في العصر الحديث شعباً شدّ على بطون أولاده دعماً لسيادة بلاده ووحدتها، كما فعل شعبنا، فلماذا تتجاهلون معاناته وتمتحنون صبره؟!

ارفعوا الرواتب والأجور، واستخدِموا أدواتكم الاقتصادية والرقابية والقضائية، لردع أسياد الأسواق والمحتكرين والفاسدين، قبل أن يصطاد الفقر والبؤس والفساد كلَّ المشاعر الوطنية الصادقة لجماهير الشعب السوري.

 

العدد 1104 - 24/4/2024