بيان من الحزب الشيوعي السوري الموحد بالذكرى الـ 78 للجلاء العظيم

يا شعب سورية العظيم

منذ ثمان وسبعين عاماً، أثمرت تضحيات شعبنا وتكاتف جميع قواه السياسية والاجتماعية، وشموخ قادة ثورته الوطنية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي، فارتفع العلم السوري في سماء سورية، معلناً استقلالها وسيادتها ووحدة شعبها، وكان يوم الجلاء العظيم..عيد أعيادنا، ورمز كفاح شعبنا الأبيّ من أجل وطنٍ حرّ..وشعب موفور الكرامة. فالمجد والخلود لثوارنا الأبطال وقادتهم الميامين، صانعي الجلاء.

في الذكرى الـ78 لجلاء المستعمر الفرنسي، تواجه بلادنا ظروفاً هي الأخطر في تاريخها المعاصر،فما زال جيشنا الوطني الباسل يقف في مواجهة الاحتلال الصهيوني والأمريكي التركي للأرض السورية، ومن أجل استعادة السيادة على كلّ شبر من تراب وطننا،وذلك في ظل حصار اقتصادي جائر وعقوبات اقتصادية ظالمة فرضتها دول التحالف المعادي لسورية وشعبها بقيادة الإمبريالية الأمريكية، لإركاع سورية، بهدف تهيئة مناخات الاستسلام والتطبيع والتنازل عن الحقوق، وتنفيذ المخطط الصهيوني الأمريكي القديم..الجديد،الساعي إلى شرق أوسط “جديد” تحت وصاية الكيان الصهيوني. الأمريكيون يعزّزون قواعدهم العسكرية،ويسرقون النفط السوري،ويعرقلون كلّ الجهود الدولية السلمية لإنهاء الأزمة السورية،ويشجّعون بعض زعماء المنظمات في المنطقة الشمالية والشرقية على المضيّ في طموحاتهم المشبوهة إلى التقسيم والانفصال.

يا أبناء سورية الأبية

لقد أكد حزبنا الشيوعي السوري الموحد مراراً.. ويؤكد اليوم أن استمرار صمود بلادنا وشعبنا في مواجهة الاحتلال مرهونٌ بتلبية متطلبات هذا الصمود، وأهمّها تخفيف الأعباء المعيشية التي تعانيها جماهير الشعب، وبذل جهود حكومية مكثّفة لتأمين حاجاته الأساسية، والقيام بحزمة إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تصبّ في جمع كلمة السوريين عبر مؤتمر وطني شامل.

إن المواطنين السوريين رغم هذه الظروف، يدركون تماماً أن إرادتهم وتضحياتهم التي أجبرت المحتلين، منذ 78عاماً، على مغادرة الأرض السورية، هي العامل الحاسم اليوم في مواجهة هذه الصعوبات، وأن وحدتهم ووقوفهم إلى جانب جيشهم الوطني سيحقّق الانتصار النهائي على الإرهاب والعدوان والاحتلال، ويحافظ على خياراتهم الوطنية وحقوقهم السياسية والديمقراطية والاجتماعية.

مَن واجه دبّابات الاحتلال الفرنسي، في جبل العرب والغوطة وجبال الشمال والساحل، وفي كل بقعة سورية، رافعاً شعار “الدين للّه والوطن للجميع”، قادرٌ اليوم، مستلهماً دروس الجلاء، على صنع المستقبل لأبناء الشعب السوري، وبناء سورية الديمقراطية.. العلمانية التقدمية، التي تضمّ الجميع.

عاشت الذكرى ال78للجلاء العظيم.

دمشق في 17/4/2024

 

المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد

العدد 1104 - 24/4/2024