رفيق العمر

زوجتك / بهية الأطرش:

خمسة وأربعون عاماً أسرني صدقك ونقاء سريرتك، إخلاصك والتزامك الدائم، عطاؤك غير المشروط لكل الناس على اختلاف انتماءاتهم وعقائدهم، إيمانك الراسخ بمبادئ الإنسانية وانحيازك للعدالة، نزاهتك في العمل سواء في مهنتك أم في عملك الاجتماعي في لجان الأبنية السكنية، في نقابة الأطباء، وفي مجلس محافظة دمشق. موقفك المبدئي من قضايا الشأن العام وكأنها قضيتك الشخصية.

سألته قبل يوم من وفاته، أن يقول ما يخطر بباله، في هذه اللحظة، فأجابني: (هل من المعقول أن أموت قبل أن أرى سورية معافاة؟).

الطبيب الإنسان.. لا تتوانى عن تلبية نداءات المرضى، في الليل أم في النهار، أغنياء كانوا أم فقراء.. عيادتك لم تكن مجرد مكان للمحتاجين إلى العلاج، وإنما ملتقى للأصدقاء والأحباء. حب عميق جمعنا، وعلاقة شفافة رقيقة ربطتنا.. لقاء فكري علماني وماركسي تقدمي وحّدنا.. التقت طرقنا وتوحّدت آمالنا.. كنا ندرك أن زواجنا سيكون تحدّياً لكل الأعراف والتقاليد والأديان وقانون الأحوال الشخصية.. خضنا هذا المعترك، زادنا الحب والإيمان بقضيتنا. ستبقى ذكراك حيّة كتلك السنديانة التي غرسها محبّوك، باسمك، في أرض ظهر الجبل في السويداء، تخليداً لذكراك ووفاء لعطائك وتفانيك.

حنّا! (حنون)_ كما كنت تحب أن أناديك، سيبقى صدى صوتك وضحكتك في أرجاء بيتنا يرافقني إلى الأبد.

العدد 1104 - 24/4/2024