الغاز المنزلي في قبضة البطاقة الذكية

ولاء العنيد:

أسئلة كثيرة تدور في خلد الناس هل حقاً سيكون دور البطاقة الذكية في أزمة الغاز دوراً فعالاً، أم إنها لن تقدم ولن تؤخر بل قد تزيد من حدة أزمة الغاز؟

دعوات كثيرة من الحكومة السورية للمواطنين بالذهاب لطلب وتفعيل البطاقة الذكية الخاصة بكل أسرة، والتي سيتم منحهم من خلالها جرة غاز بالسعر النظامي. ومنذ أن بدأ العمل بالبطاقة الذكية، ومنح حامل البطاقة فقط جرة غاز، ومن ظن أنه سيتم توزيع جرر الغاز لمن يدفع أكثر أم لأنه على معرفة بأحد الموزعين فقد عاد خائباً يحمل جرته الفارغة كما جاء بها.

من يومين وفي منطقة الشاغور تم إرسال سيارة غاز كبيرة للمواطنين القاطنين في تلك المنطقة، بغض النظر عما إن كانت السيارة تغطي حاجة المنطقة أم لا.. علماً أن أغلب المناطق تحتاج إلى كميات كبيرة من الغاز لسد الحاجة، التي تفاقمت بعد فترة الشح والانقطاع الحالية بسبب الاحتكار وعدم عدالة التوزيع وكالمعتاد تجمع الناس بالآلاف أمام السيارة وكل منهم طامع بأن يعود إلى منزله بجرة مليئة حتى لو اضطر كما اعتاد أن يدفع القليل زيادة عن سعرها المعتاد، ولكن التزم العاملون بتعليمات الحكومة ورفضوا بيع أي جرة إلا لحامل البطاقة الذكية، وكانت النتيجة أنه تم منح الجرة لمستحقها وليس لمن يدفع أكثر أو الذي لديه معارف. أما بالنسبة للسيارة فقد بقيت عدة ساعات لم ينفد منها سوى نصف الكمية حتى رحلت وهي محملة ببضع جرار أخرى مليئة لم يأت أحد يحمل البطاقة لأخذها.

لنفرض أن هذا المشهد حدث في الوقت نفسه ولكن دون وجود البطاقة الذكية جميعنا يعلم ما الذي كان سيحدث؟ آلاف من المواطنين المجتمعين دور غير منظم مشكلات بين المنتظرين لساعات وتوزيع غير عادل والمنتفعون الوحيدون هم أصحاب النفوذ والمحتكرون في المنطقة ومن يدفع أكثر، وسيستمر الحال هكذا حتى تنفد الكمية بوقت قصير دون أن ينال المواطنون المنتظرون أكثر من 100 جرة في أفضل الأحوال.

نحن لا ننكر دور البطاقة الذكية التي كما يبدو ولاحظ الكثير من المواطنين لعبت دوراً فعالاً في منع المحتكرين وضمنت عدالة في التوزيع، ولكن أكثر من سؤال يلح على كثير من المواطنين: هل ستكفي جرة غاز كل 23 يوماً لكل أسرة؟ وعلى أي أساس تم تحديد هذه المدة؟ وهل من المفترض أن تكفيه وما الذي سيفعله إن كانت حاجته للمادة أكبر مما خُصِّص له؟ هل يجب عليه أن يطلب كمية إضافية تغطي حاجته؟ كيف سيتم تعبئة العبوات الصغيرة التي اعتاد السوريون على استخدامها في منازلهم ومحالهم؟ وكيف سيعلم المواطن بأماكن وجود سيارات توزيع الغاز المنزلي ليستطيع أخذ مخصصاته؟

كل هذه الاستفسارات تبقى معلقة حتى تُنشر تفاصيل أوفى عن كيفية التعامل مع هذه الحالات.

ولكن مع بداية استخدام البطاقة الذكية للحصول على الغاز المنزلي أثبتت إمكانية إيقاف التلاعب بالكميات الموزعة والاحتكار والاتجار بها. وبقيت في قبضة البطاقة الذكية بعيداً عن أيدي المحتكرين.

العدد 1104 - 24/4/2024