سورية ضحية تيار الظلام

شادي حسن:

جلطة تقنين وزارة الكهرباء تصيب عيون المواطن بشلل نصفي.  12 ساعة تقنين 12 ساعة وصل كهرباء، وكأنهم لا يرون سوى نصف الحقيقة، لأنهم اعتادوا على الظلام أصابهم النور المفاجئ بالعمى؛ كيف يمكنك أن تقنع هؤلاء الجاهلين بأن المذنب هو الظلام وليس النور؟

تصريحات ووعود الحكومة بتحسين التقنين ونكوص بالعهد!!

هل هي صفقات محولات وهمية وليدّات وبطاريات، أم أنها تدخل جيوب أصحاب الكراسي الدوارة ولا يراها المواطن؟

سورية تستورد 60 محولة كهربائية من إيران بسعات مختلفة سعة 300 و125 و30 ميغاواط، وقيمة المحولات بلغت 65 مليون يورو بصناعة أيدٍ إيرانية.

سورية وإيران وقعتا عدة اتفاقيات في مجال الاستثمار والصحة والصناعة والكهرباء شاملةً تأمين كل مستلزمات قطاع الكهرباء في سورية من الصناعة الإيرانية، وتوريد المحوّلات والكابلات التي تحتاجها وزارة الكهرباء.

سورية تعقد صفقة مع الصين ومثلها مع روسيا فأين نحن من كل هذا؟

لا ننكر الخسائر التي تكبدتها وزارة الكهرباء، فقد بلغت قيمة الخسائر  منذ بداية الأزمة ما يزيد عن 1268 مليار ليرة سورية، 268مليار منها أضرار مباشرة، و1000 مليار أضرار غير مباشرة. ويعاني قطاع الكهرباء السوري أيضاً في الحرب القائمة من نقص الوقود المشغل لمحطات توليد الكهرباء، إضافة إلى الاستجرار غير الشرعي من قبل مواطنين يعانون انقطاع الكهرباء من خطوط تغذية غير خطوطهم الأساسية، ما يسبب بحمل زائد يؤدي إلى احتراق الخطوط، وأيضاً ما تشهده شبكات التيار الكهربائي من أعطال عدة نتيجة أعمال التخريب فضلاً عن انقطاعات طويلة لانخفاض كميات الوقود المتوفرة لمحطات التوليد كما يزعم قادة وزارة الكهرباء.

ولكن الآن الوضع الأمني أفضل من قبل بكثير، والجيش السوري يسيطر على 86% من مساحة الأراضي السورية، وسورية تعوم على بحر من الغاز.

لن ننكر حجم الدعم اللوجستي والعسكري الروسي الإيراني في مواجهة الإرهاب على الأراضي السورية، وبالتالي تسابق شركاء الدول الصديقة في سورية على حصد العقود وتأهيل بعض القطاعات التي هدمتها الحرب الدائرة في البلاد، لا سيما في قطاعات الطاقة، علماً أن قطاعي النفط والكهرباء هما الأكثر خسائر وإغراء في سورية، لذلك تحاول الدول الصديقة أن تثبّت وجودها على الأرض عبر عقود موثقة وصفقات قانونية لتضمن استرداد أموالها التي مولت بها سورية في معركتها.

يريدون أن نحيا في كوكب بارد وظلام حالك حتى لا نبصر حقيقتهم، لذلك يستمرون بقطع الكهرباء، ليشغلوا عقولنا بالانتظار فلا نكاد نبصر النور، ليعود الظلام مسرعاً على أمل أن نبصر من جديد، متجاهلين أننا أصحاب بصيرة من قبل أن يلتقي النور بالبصر.

متى يأتي النور المنتظر؟

العدد 1104 - 24/4/2024