ترامب: هزمنا داعش في سورية وهذا كان سبب بقائنا هناك خلال فترة رئاستي

بوتين: الوجود العسكري الأمريكي في سورية غير شرعي والانسحاب خطوة صحيحة.

باريس: سنبقى في سورية في الوقت الراهن

 

أعلنت الولايات المتحدة أنها بدأت سحب قواتها المنتشرة في سورية من أراضي البلاد، مشيرة إلى انتقال الحملة الأمريكية هناك إلى مرحلة جديدة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، في بيان أصدرته يوم الأربعاء 19/12/2018: (بدأنا بإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن فيما ننتقل إلى مرحلة جديدة من هذه الحملة).

وشددت ساندرز مع ذلك على أن (هذه الانتصارات على داعش في سورية ليست مؤشراً على نهاية التحالف الدولي أو حملته).

وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض إلى أن تنظيم (داعش) كان قبل 5 سنوات (قوة كبيرة وخطيرة في الشرق الأوسط)، لكن (الولايات المتحدة دحرت دولة الخلافة على الأرض).

وشددت ساندرز مع ذلك على (استعداد الولايات المتحدة وحلفائها للعمل من جديدة على كل المستويات لحماية المصالح الأمريكية عند الضرورة)، مضيفة: (سنواصل العمل على حرمان الإرهابيين الإسلاميين من الأراضي والتمويل والدعم وأي وسائل أخرى قد يستخدمونها لعبور حدودنا).

ويأتي هذا الإعلان من البيت الأبيض بعد أن صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في وقت سابق من اليوم، بأن الولايات المتحدة تمكنت من هزيمة (داعش) في سورية، وضرورة تحقيق هذا الهدف كانت السبب الوحيد لبقاء قوات بلاده في الولايات المتحدة.

وتقود الولايات المتحدة في سورية منذ صيف عام 2014 قوات التحالف الدولي المناهض لـ(داعش) الذي يدخل ضمن تشكيلته أكثر من 60 دولة، دون أي دعوة أو موافقة من دمشق، التي تتهم الجيش الأمريكي وحلفاءه بانتهاك سيادة الدولة وارتكاب مجازر متكررة بحق السوريين.

ونشر البنتاغون في الأراضي السورية، حسبما أعلنته واشنطن سابقاً، 2200 عسكري، بذريعة دعم جهود مكافحة (داعش) وتدريب القوات المحلية وضمان الأمن في الأراضي المحررة من التنظيم.

من جانب آخر، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرار نظيره الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سورية بأنه خطوة صحيحة، مضيفاً أنه لا يفهم ماذا يعني هذا الإعلان بالضبط.

وقال بوتين خلال مؤتمره الصحفي السنوي في موسكو يوم الخميس 20/12/2018، إن الوجود العسكري الأمريكي في سورية غير شرعي، وسحب الولايات المتحدة قواتها خطوة صحيحة،

واستدرك قائلا: (حتى الآن لا أرى مؤشرات على انسحاب القوات الأمريكية من سورية، لكننا نفترض أن هذا أمر ممكن، لاسيما وأننا نسير في طريق التسوية السياسية)، مشيراً إلى أنه ليس هناك حاجة للوجود العسكري الأمريكي في سورية للتوصل إلى هذه التسوية.

وأضاف: (فيما يتعلق بانسحاب القوات الأمريكية، فلا أعرف ماذا يعني ذلك. للولايات المتحدة حضور في أفغانستان منذ 17 عاماً، وكل عام يتحدثون عن الانسحاب من هناك، لكنهم ما زالوا موجودين).

وأضاف بوتين أنه موافق مع ترامب في أنه تم تحقيق الانتصار على (داعش) في سورية، مشيرا إلى أن القوات الروسية وجهت ضربات قوية للتنظيم في ذلك البلد. وحذر الرئيس الروسي من خطر تسلل إرهابيي (داعش) من سورية إلى المناطق المجاورة.

أما فرنسا فقد أكدت على بقائها في سورية، كما جاء على لسان وزيرة الشؤون الأوربية الفرنسية ناتالي لوازو، التي صرحت بأن بلادها ستحافظ على وجودها العسكري في سورية، رغم قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من هناك. وأضافت لوازو، في حديث لقناة CNews: (سنبقى في سورية في الوقت الراهن، لأن مكافحة داعش، تبقى القضية الرئيسية).

وأشارت إلى أنه رغم النجاحات، فإن مكافحة الإرهاب لم تنته بعد، وقالت: (الحرب ضد الإرهاب لم تنته. لقد تم تحقيق نجاحات كبيرة، وهذا صحيح  لقد قمنا بالكثير في سورية إلى جانب التحالف، لكن النضال مستمر، وسنواصله).

وختمت بالقول: (يجب أن نفكر من جديد في الحاجة إلى استقلال استراتيجي عند اتخاذ القرارات في أوربا. وعندما نواجه تهديدات مباشرة، يجب أن نقرر ونعمل بشكل مستقل… قد تكون لدينا أولوياتنا الخاصة).

العدد 1105 - 01/5/2024