بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني:  لا مخرج من الأزمة إلا بإسقاط النظام

الشيوعي السوداني يدعو لتنظيم المواكب واقتلاع الحقوق

ملأت جماهير  شعبنا الشوارع في أغلب المدن السودانية منددة بسياسات النظام الخرقاء والتي تسببت في تدهور الأحوال المعيشية والحياتية للأغلبية العظمى من أبناء وبنات شعبنا. لقد عبرت الجماهير عن رفضها المطلق لنظام  الذل والجوع والفقر والمرض.

إن سياسات النظام المتبعة منذ انقلاب 1989 الخادمة للرأسمالية الطفيلية والمعادية للعمل الإنتاجي ومصالح الطبقات والفئات المنتجة، والتي قادت إلى تدمير مقومات الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي والخدمات العامة  الضرورية وممارسة الفساد في أشكاله المختلفة، ورهن إرادة الدولة واقتصاد البلاد للقوى الأجنبية ممثلة في البنك وصندوق النقد الدوليين، والإغراق في ديون خارجية  في تصاعد لا فكاك منها، والشروع في بيع موارد وثروات البلاد وأراضي السودان للأجانب بعد طرد أهلها ، مستخدماً أرذل الوسائل كالحروب ووضع المصاعب والعراقيل أمام الإنتاج والمنتجين في الأرياف لتجفيفها من أهلها، وقفل المصانع وفتح الحدود وجعل السودان سوقا لتصريف واستيراد جل احتياجاته  الاستهلاكية من الخارج تحت سياسات الليبرالية الجديدة التي قادت الوطن للإفلاس،  والتحول إلى رهينة تفرض عليه إقامة القواعد العسكرية على أرضه وبحره، واستقبال أكبر مركز للـ (CIA) والمشاركة في قوات الأفريكوم والأحلاف والمحاور العسكرية التابعة مما يهدد استقلال وامن وسلامة الوطن والشعب، ووصول البلاد إلى الهاوية بسياسات اقتصادية ونقدية خاطئة، وموازنات مختلة قادت إلى انهيار اقتصادي ونقدي تام، وندرة في العملة الصعبة، وتضخم غير مسبوق جعل الدولة عاجزة عن توفير الحد الأدنى  لمطلوبات حياة المواطنين.

غلاء منفلت يتصاعد دون توقف أو كابح صعب معه توفير الغذاء الضروري والمعاناة في الحصول على الدواء وندرة وغلاء بما في ذلك الأدوية المنقذة للحياة الخدمات الطبية.

نضوب المواد في الأسواق وتوقف البيع تحت ضعف القدرة الشرائية وتوقف المصانع وشح المواد البترولية وعبء الضرائب والصعود المتواصل للدولار بما يهدد توفر المواد الضرورية للعيش صفوف الخبز والجازولين والبنزين والوقوف لساعات طويلة في مواقف المواصلات وقلة حركة النقل العام ومضاعفة أسعار الترحيل مما أعاق تنقل العاملين والطلاب والمواطنين عامة.

طالت الصفوف الصرافات والبنوك لانعدام السيولة وضعف القدرة للإيفاء بمرتبات العاملين الذين لا حول ولا قوة لهم لمجابهة مطلوبات المعيشة.

إضرابات واعتصامات المعلمين مطالبين بتوفير المرتبات واستحقاقاتهم المالية .

المزارعون يشكون مر الشكوى من ضعف القدرة على تسويق محاصيلهم في العروة الصيفية التي عقدوا عليها الأمل في سداد ديون الزراعة والحصاد بجانب عدم القدرة على مواصلة إجراء العمليات الزراعية للعروة الشتوية، والنظام يتشدق أن برنامجه للإصلاح الاقتصادي وتحسين معاش الناس.

مواصلة لخصخصة القطاع العام وتشريد العاملين وقفل السبل على الشباب.

وقفت حركة الحياة في كل الاتجاهات تحت حكم الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة وسياساتها وصارت كافة الطبقات والشرائح الاجتماعية السودانية تشكو من عدم القدرة على الحياة، ومن جانب آخر فشل نظام الإنقاذ في الحكم وإيجاد مخرج  من الأزمة التي  أحاطت به وبالبلاد غير المزيد من الإجراءات الأمنية والقمع المفرط وإشعال الحروب في ثلثي البلاد في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، كما يسعى النظام وعبر مساعدة المجتمع الدولي للخروج من هذه الأزمة ومحاولة إطالة بقائه بإجراء إصلاحات ترقيعية وعبر تسوية في إطار خطة الهبوط الناعم مع بعض القوى السياسية والحركات المسلحة.

إن النظام وطبيعته الطبقية لن يسمحا بمشاركة فاعلة في السلطة أو تقديم تنازلات، ولن يلتزما بأي تعهدات، وأثبتت التجربة في نيفاشا وأبوجا والقاهرة والدوحة وغيرها من الاتفاقيات التي وقعت من قوى سياسية وحركات مسلحة وحتى اجتماعات أديس أبابا الأخيرة انفضّت دون تنجح.

إننا في الحزب الشيوعي وحلفائنا في قوى الإجماع، وبقراءتنا لهذا النظام  وطبيعته الطبقية، نرى أن لا مخرج من هذه الأزمة الشاملة إلا بإسقاط النظام وتفكيكه وتصفيته وفتح الطريق لفترة انتقالية وعقد مؤتمر دستوري بنهاية الفترة الانتقالية، ولهذا ندعو جماهير شعبنا وعلى رأسها القوى صاحبة المصلحة في التغيير الجذري  إلى مواصلة الخروج للشارع والتعبير عن رفضهم لهذه السياسات وصولاً إلى الإضراب السياسي والعصيان المدني حتى إسقاط النظام.

ندعو جميع القوى السياسية والديمقراطية الحادبة على مصلحة الوطن لتكوين أوسع جبهة لمناهضة النظام، والاصطفاف لإنجاح الانتفاضة والعصيان المدني للإطاحة بالنظام.

 

ندعو الجماهير ألا تركن إلى أكاذيب النظام في حل الأزمات والعمل على مكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين، فمن يحاكم من؟!

موازنة 2019 حسب إعلان النظام قائمة على توسيع ماعون الضرائب ومضاعفتها وتحمل الولايات نفقات تسيير إدارة ولاياتهم، مما يعني وضع المزيد من الأعباء على كاهل المواطن واشتعال نار الغلاء.

يدعو الحزب الشيوعي إلى سلمية المواكب والتظاهرات والالتزام بالحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة ومحاصرة كل من يعمل على التخريب.

سيعمل النظام على خلق فوضى وافتعال التخريب لتمرير الأجندة المناوئة لحركة الجماهير.

مواصلة تنظيم المواكب والمظاهرات لاقتلاع الحقوق والسير في طريق الانتفاضة لاقتلاع النظام من جذوره واستعادة الديمقراطية وصنع وطن يسع الجميع.

المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني

15 كانون الأول (ديسمبر) 2018

العدد 1104 - 24/4/2024