بورصة المستهلك بين انخفاض الدواجن وارتفاع الطحين

سليمان أمين:

عاد التضخم من جديد إلى سوق المستهلك السورية، بعد الارتفاع الجديد في أسعار الخضار والمواد الغذائية بشكل عام، في ظل ارتفاع جنوني لسعر صرف الدولار والعملات الصعبة الأخرى، الذي جاء بعد إعلان موازنة عام 2019 من قبل الحكومة السورية ، فقد سجل السوق خلال أيام قليلة تفاوتاً كبيراً في أسعار المواد الغذائية والخضار والفواكه ، كما سجل هبوطاً حاداً في أسعار الدواجن. ومن خلال جولتنا في أسواق الساحل السوري رصدت صحيفة (النور) واقع الحال بين كثرة العرض وقلة الطلب ، إذ تكاد بعض الأسواق تفقد زبائنها. وفي حديث لنا مع باعة الخضار والفواكه قالوا لنا: نحن اليوم في أزمة بيع حقيقية، المواطن لا يشتري كالسابق، فهو يستغلي كل شيء ومعه حق بذلك رغم أننا نبيع في كثير من الأحيان بربح بسيط أو برأس مال المنتج ومع ذلك نجد صعوبة جداً في تصريف بضاعتنا، رغم أن هناك تنوعاً كبيراً في الخضار والفواكه هذا العام إلا إنها مرتفعة قليلاً عن العام الماضي.

 

الدواجن خاسرة والبيض إلى ارتفاع

سجلت أسعار الدواجن أدنى سعر لها منذ سنوات، فقد انخفضت أسعارها خلال الأسبوعين الماضيين إلى أقل من قيمة التكلفة للكيلو الواحد، ووفق مربي الدواجن بأن سعر تكلفة الإنتاج مرتفعة جداً، إذ تبلغ تكلفة الكيلو الواحد للفروج حوالي 625 ليرة سورية ويبيعونه بسعر 525 ليرة سورية أي بخسارة 100 ليرة سورية، ليصل إلى المستهلك بسعر التكلفة، مما جعل الكثير من مربي الدواجن يعتكفون عن تربية أفواج جديدة من صيصان الفروج، ويعزى ذلك لارتفاع سعر تكاليف الإنتاج الذي لم تسلم أيضاً من ارتفاع سعر الصرف، فسعر كيلو العلف اليوم تجاوز 210 ليرات سورية، وكذلك أسعار الأدوية البيطرية التي يستخدمها المربون في المداجن من معقمات وغيرها، والاستمرار في تدهور سعر الفروج الذي ساهم في خروج المداجن عن العمل سوف ينعكس سلباً خلال الفترات المقبلة على سوق المستهلك، إذ سيعود للارتفاع بشكل جنوني خلال الأشهر القادمة بسبب قلة الإنتاج، إلا في حال تدخل وزارة الزراعة وتقديمها الدعم اللازم لمربي الدواجن ومساهمتها في تخفيض تكاليف الإنتاج على المربين.

الدواجن بانخفاض حاد بينما يسجل البيض ارتفاعاً جديداً لسعره بعد استقراره لشهور على سعر يقارب 1000 ليرة سورية للصحن بوزن 100,2 كيلو غرام، ويسجل اليوم 1300 ليرة سورية ، ويسجل سعر الصحن صغير الحجم 1150 ليرة بينما كان سعره 800 ليرة سورية .

 

والطحين والطحينة؟

ارتفع سعر الطحين بفوارق جيدة خلال الأيام الماضية، ومازال الارتفاع مستمراً، فقد سجل الصنف الأول الكندي سعر 300 ليرة سورية، بينما كان 210 ليرات سورية. أما الصنف الثاني فقد سجل 250 ليرة سورية، بينما كان سعره 190 ليرة سورية. وسجل الصنف الثالث 225 بينما كان 165 ليرة سورية. وبسؤالنا عن سبب الارتفاع قال لنا بعض التجار إنهم لا يعلمون سبب الارتفاع ووفق معلوماتهم فالارتفاع مستمر لمادة الطحين التي تعتبر أساسية للمواطنين، وهذا الارتفاع سوف يؤثر سلباً على سوق المستهلك، إذ سترتفع معه المعجنات والحلويات والخبز السياحي، ولا نعلم ما إن كان سبب ارتفاع الطحين هو خفض المبلغ المخصص لدعم الدقيق التمويني بنحو 7,3% في الموازنة العامة لعام ،2019 إذ سجل 361 مليار ليرة  .

ولم تسلم الطحينة من ارتفاع الأسعار الجديد، فقد ارتفع سعر الكيلو 100 ليرة سورية على كل منتجاتها من حلاوة وغيرها، وقد عزا صناع الطحينة والحلاوة سبب الارتفاع هو ارتفاع مادة السمسم التي تعتبر الأساس في هذه الصناعة.

كما سجل السكر ارتفاع 20 ليرة سورية للكيلو الواحد، إضافة إلى ارتفاع أسعار السمون والزيوت والمنظفات المنزلية بفوارق بسيطة تراوحت بين 25 إلى 50 ليرة سورية على الكيلو أو الليتر.

الألبان والأجبان واللحوم الحمراء حافظت على أسعارها فلم تشهد أي ارتفاع خلال الأيام الماضية.

 

ختاماً

لا بد من اتخاذ إجراءات حكومية للحد من ارتفاع أسعار المواد الأساسية، وإيقاف تلاعب التجار بأسعار المواد الضرورية، وخصوصاً أننا مقبلون على شتاء طويل وفترة أعياد.

العدد 1104 - 24/4/2024