مرسوم العفو.. أول خطوة على طريق العودة

ولاء العنيد: 

مرسوم عفو إثر آخر يصدر في كل مرة، يمنح من خلاله عفو عام عن كامل العقوبات لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي والخارجي المنصوص عليها في قانون العقوبات العسكري، من غير أن يشمل المتوارين عن الأنظار والفارين من وجه العدالة إلا إذا سلموا أنفسهم خلال 4 أشهر بالنسبة للفرار الداخلي و 6 أشهر بالنسبة للفرار الخارجي. وقدم لهم المرسوم فرصة جديدة لكي يعودوا إلى ديارهم ويقفوا بجانبها، فهي كأمهم التي ولدتهم. هاهي سورية اليوم وقد انتصرت على الإرهاب تفتح ذراعيها لأبنائها الذين هجروها تدعوهم للعودة إلى كنفها وإلى حضنها المشتاق لهم.

هذا المرسوم، بعد جلاء غبار الحرب عن سورية، يعد من أهم الخطوات التشجيعية التي تتخذها الحكومة السورية لدعوة أبنائها المهجرين للعودة لديارهم، والعمل من جديد فيها وترميمها وإعادة فتح المشاريع المتوقفة والبدء بدفع عجلة العمل بها بفتح مشاريع صغيرة إن كانت أو متوسطة، لتكبر وتتوسع في المستقبل القريب وتكون حجر أساس للصناعات السورية التي سيكتب لها الازدهار مع الأيام، ولكن هذه الأمور لا تقع على عاتق الشباب السوري الذي مر بظروف اقتصادية قاسية، فالدولة السورية سيترتب عليها أن تقدم يد العون أكثر لهؤلاء الشباب بأن تتيح لهم متابعة تحصيلهم الدراسي دون معوقات تؤخر عملية تعليمهم وتساعد على توفير فرص عمل لهم ليتحولوا إلى أفراد فاعلين في هذا المجتمع ليصبح كل شاب فيهم شخصاً منتجاً يتطلع للمستقبل.

لابد من سن تشريعات تحفز شريحة الشباب والمهاجرين على العودة، بدءا من توفير فرص العمل، وتحسين الأوضاع المعيشية التي ستنعكس بشكل ملحوظ على سرعة عودة كل من هاجر أثناء الحرب، فتسهيل رجوعهم إلى منازلهم وترميمها عبر تقديم قروض سكن بلا فوائد أو منحهم تعويضاً عن الأضرار خطوة تشجعهم على الإسراع في العودة والمساهمة في بناء بلادهم وتنشيط اقتصادها بعد فترة انكماش طويلة.

وذلك كي يتحقق ما نصبو إليه علينا إكمال جميع الخطوات التي ترصف طريق العودة للبلاد.

العدد 1104 - 24/4/2024