اتفاق سوتشي على المحك.. المجتمع الدولي يرحّب.. والقلق من النوايا التركية

جريدة النور

رحّبت سورية باتفاق سوتشي، وأكدت أن السياسة السورية أيدت منذ البداية مبدأ المصالحات الوطنية، كذلك أبدت الولايات المتحدة ارتياحها، لما جرى الاتفاق عليه في سوتشي، وشاركها الترحيب حلفاؤها الذين ملؤوا الدنيا ضجيجاً، قبل أسابيع، بسبب استخدام سورية حقها الطبيعي، والشرعي، في استعادة كل شبر من أرضهاَ، أما ردُّ الفعل المعاكس، فجاء من الكيان الصهيوني، الذي عبر عنه كعادته بعدوانٍ جديدٍ، كان هذه المرّة على مدينة اللاذقية، وأدّت تداعياته إلى سقوط الطائرة الروسية، واستشهاد العسكريين الروس الذين كانوا على متها.

الاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان، الروسي والتركي، في سوتشي، تضمّن إقامةٍ منطقة منزوعة السلاح، في محافظة إدلب، على امتداد خطّ التّماس بين الجيش السوري، والجماعات المسلحة، بحلول 15 تشرين الأول القادم، وسحب الأسلحة الثقيلة منها، بحلول 10 تشرين الأول، واستئناف النّقل بين حلب واللاذقية، وحلب- حماة، قبل نهاية عام ،2018 وأكدّ الاتفاق على مواصلة مكافحة الإرهاب، وتفعيل مساري (أستانا) و(جنيف)، لاستئناف العملية السياسية، وإيجاد الحلول طويلة الأمد للأزمة السورية.

إننا نرى أنّ أيّ جهدٍ سلميٍ لحلّ الأزمة السورية، لن يُكتب له النجاح، إلا بعد طرد الإرهابيين الفاشيين، والقوات الأجنبية من الأرض السورية، واستعادة وحدة سورية، وسيادتها، وهذا ما نصّت عليه جميع التفاهمات والقرارات الدّولية، ومن ضمنها القرار الأمميّ رقم ،2254 لذلك نعتقد مبدئياً أنّ اتفاق سوتشي، إذا ما نُفذت بنوده، سيشكل خطوةً هامةً في السير السلميّ نحو حلّ المسألة السورية، لكن وفي الوقت ذاته، علينا استرجاع مواقف الدول المساندة للإرهاب، بزعامة الولايات المتحدة، ومنها تركيا، والدعم غير المحدود، الذي قدمته للغزاة الإرهابيين، بهدف إركاع سورية، صحيحٌ أن العديد من الدول اتخذت مواقف أكثر اعتدالاً، بعد نجاحات الجيش السوري في استعادة نحو 95% من الأراضي السورية، لكننا لم نلمس أيّ تغييرٍ ملموسٍ في الموقف التركي من الأزمة السورية، بل شاهدنا على أرض الواقع إمعاناً في تعقيد هذه الأزمة، وعرقلةً واضحةً لأيّ جهدٍ سلميٍ، يصبُّ في اتجاه الحلّ، وإلا فماذا نسمي الاحتلال التركي لعفرين؟؟ ومحاولات فرض الأمر الواقع على المواطنين الأكراد السوريين، وتخريب المنشآت السورية، وفرض الوصاية؟!

المواطنون السوريون كانوا، ومازالوا يؤيدون الجهود السلمية، فقد اكتفوا من أهوال سنوات الجمر، ومشاهد المجازر الدّموية، التي ارتكبها الإرهابيون، شبعوا تهجيراً، وفقداناً، وهجرةً، ومعاناة غطّت حياتهم المعيشية، والاجتماعية، لكنهم يريدون صدقاً في التعامل مع هذه الجهود، ووضوحاً في النّوايا السلمية، ويريدون الحفاظ على سيادة بلدهم وانسجام مكونات شعبهم.

النصر النهائي على الإرهاب الفاشيّ، قادمٌ لا محالة، وإدلب عائدةٌ إلى حضن الوطن، والسوريون متفائلون ببدء العملية السياسية، والحوار السوري السوري، بهدف إنهاء الأزمة السورية، والتطلّع والسعي إلى بناء سورية المستقبل الديمقراطية.. العلمانية.

العدد 1105 - 01/5/2024