ما بعد الفوز في الانتخابات

جريدة النور

ولاء العنيد:

التنافس للفوز في انتخابات الإدارة المحلية كان نتيجتها فوز الذين استطاعوا التأثير على أفكار المنتخبين وإقناعهم بأنهم المناسبون لتحمّل هذه المسؤولية الكبيرة التي تشمل كل القطاعات، وتهدف لخدمة المواطن السوري الذي وضع ثقته بهم، وأمله بأن يحملوا الخير لهذا الوطن، وأن تكون أهدافهم تطوير هذه البلاد، وأن يعمل كلٌّ منهم للمصلحة العامة وحدها، لا للوصول إلى مآربه الشخصية، وأن يتمتع عمله لا بكفاءة عالية فقط بل بفعالية مرتفعة أيضاً.

فالمهام التي تنتظرهم كثيرة وكلها مهمة جداً لم تعد تتحمل التأجيل، ومنها مكافحة المرض بتوسيع الإسعاف الصحي ورعاية الأمومة والطفولة، ومكافحة الجهل بإنشاء مدارس للتعليم العام والمهني والمساهمة بتعليم الأميين، والعمل المستمر على نشر العلم، إضافة إلى توفير مياه الشرب في القرى والبلدات، والسعي لترميم شبكة الطرق المحلية وتحسين شبكة الكهرباء، فالهدف في النهاية هو تطوير المحافظة بما يتماشى مع التنمية المستدامة والمتوازنة على كل الأصعدة من صناعة وزراعة وتجارة واقتصاد، ونشر الثقافة والاهتمام بالآثار والسياحة وتأمين المرافق العامة والخدمات من مياه شرب وصحة وصرف صحي، إلى جانب الشؤون الاجتماعية والعمل التي تصب اهتمامها على الشباب، فجميعها من اختصاصات مجالس الإدارة المحلية، وعلى الأعضاء الجدد إدراك حجم المسؤولية الكبيرة التي باتت على عاتقهم.

فالفوز الحقيقي يكون في كسب ثقة الناس بأعمالهم على أرض الواقع وإثبات أنهم أهل لهذه الثقة، بتنفيذ شعاراتهم التي نادوا بها، والعمل على ترميم ما هدمته الحرب، لأن إعادة الإعمال هي من أهم المحاور التي ينتظرها كثير من السوريين، فأمل العودة إلى منازلهم انتعش من جديد مع زوال غمامة الحرب السوداء، وانتظارهم وصل إلى آخره، كما يتمنى كثيرون، فبلداتهم وقراهم ومدنهم التي تركوها وراءهم ما زالت تعبق بذكريات سكانها رغم دمارها، وعودة الناس إلى بيوتهم تعني إعادة ترميم ما يمكن ترميمه وبناء ما هدم، وفتح الطرقات للعودة الحياة الطبيعية أكثر وأكثر بشكل أسرع، مع توفير كل مستلزمات الحياة الضرورية من ماء وكهرباء وغذاء متنوع، إلى جانب إعادة افتتاح مدرسة ومستوصف صحي يخدم أهالي هذه المناطق المدمرة، فإن لم يعمل الأعضاء الجدد هذه المرة بضمير واعٍ وقلب صادق وذهن يفكر بمصالح الناس في المرتبة الأولى، وإن لم يعملوا لتأمين حياة كريمة لكل مواطن، فلن يختلفوا كثيراً عمن سبقهم من الذين باعوا الناس شعارات زائفة وتخاذلوا في أداء مهامهم.

فليكن همّكم، أيها الأعضاء الفائزون تطوير البلاد اقتصادياً وثقافياً وعمرانياً واجتماعياً، كما يأمل كل السوريين.

العدد 1104 - 24/4/2024