امتحان أم انتقام؟!

جريدة النور

 سوزان خرستين:

 (الامتحان الوطني) هذه العبارة البسيطة هي هاجس كل من درس وتخرج في الكليات الطبية (طب بشري- طب أسنان- صيدلة).

فمن المعروف عن هذا الامتحان أنه وضع لانتقاء الكوادر العلمية التي تطمح لاستكمال المراحل العلمية العالية (ماجستير- دكتوراه)، إضافة إلى أنه شرط للتخرج.

لذلك وُضعت مبادئ ومعايير تتناسب مع أهمية هذا الامتحان، ومن هذه المعايير نسبة الأسئلة لكل من المقررات الجامعية، منها فيما يخص كلية الصيدلة (علم تأثير الأدوية 30% وعلم التكنولوجيا الصيدلانية 30% وعلم الكيمياء الصيدلية 10-15%) وأن يراعى عند وضع الأسئلة كل مستويات الطلاب المتخرجين، إذ لا يجري الدخول في التفاصيل (أساسيات وعناوين عريضة).

ولكن الذي جرى اليوم 22/9/2018 في الامتحان الوطني الموحد للصيدلية بدا أنه انتقام من الطلاب والجامعات، فأين الأسئلة من تلك النسب التي وضعت؟ لقد كانت نسبة علم الكيمياء الصيدلية نحو 70% وعلم التكنولوجيا الصيدلانية عبارة عن 2% فقط!! فضلاً عن ذلك، جرى الدخول في التفاصيل المملة للمعلومة مما أزاح فكرة الأساسيات والعناوين العريضة التي يفترض لكل متخرج من كلية الصيدلة أن يكون على دراية بها مما أدى إلى وصف هذا الامتحان من قبل الطلاب ب(المرّيخي) وذلك بخروج الأسئلة عن المحاور، لا بل تخطت حدود المنطقية كما يجب أن تكون. وفضلاَ عن كل هذا فقد وجدت أخطاء علمية وكتابية (في أحد الأسئلة مثلاً هناك تكرار للاحتمال نفسه) فمن المسؤول عن كل هذا؟

هل يعتقل أن خمس سنوات من التعب تلاشت وتبددت أمام عدة أوراق لم ترحم أحلام وطموحات الطلاب الذين وصف بعضهم أنفسهم بأنهم (دفعة النحس) (دفعة 2013) التي واكب جميع طلابها كل أشكال الحرب والظلم وتقلبات المزاج، واكتملت الكارثة اليوم بهذا الامتحان.

هل هذا جاء تماشياً مع تصريح معاون وزير التعليم العالي حول أن على من لا يملك القدرة المادية لاستكمال تحصيله العلمي العالي أن يكف عن دراسته، وأن يعمل لجمع تكلفة تحصيله العلمي؟ هل ذلك يتماشى مع مبدأ تكافؤ الفرص لجميع أبناء الوطن (الفقير والغني) الذي ضمنه الدستور؟

أليس هذا انزياحاً نحو الأغنياء، وعنوان صمود وطننا هم فقراؤه؟

أتمنى أن يجري الالتزام بالمعايير والمبادئ التي وضعها مركز القياس والتقويم، وأن تكون هناك جهة قيمة تشرف على مراقبة تنفيذ ذلك.

العدد 1105 - 01/5/2024