يدافعون عن القاعدة!

إلى أيّة هاويةٍ يسقطون؟ وأيّ عهرٍ سياسيٍ تمارسه اليوم، بعض الدول الكبرى في عالمنا؟ وكيف للبشرية أن ترهن استقرارها وأمنها إلى من يكيل بعشرة مكاييل؟

فرنسا تحذّر اليوم من اجتياح إدلب، فذلك، حسب منطوقها: (تهديدٌ للأمن والسلام في المنطقة والعالم)! والبريطانيون يؤكدون استعدادهم لضرب سورية، ومن أوكلت إليه دول العالم صيانة استقلال الدول وسيادتها، الأمين العام للمنظمة الدولية، التي أنشئت أساساً للدفاع عن حرية الشعوب، يصرّح طالباً من دول العالم منع اقتحام إدلب؟ أما زعيمة الإرهاب العالمي، التي ساندت حتى العظم، الإرهاب الفاشي الصهيوني في مجازره ضد الشعب الفلسطيني، فتحرِّك اليوم أساطيلها، في استعراضٍ للعضلات، وإظهارٍ للنوايا المبيتة ضد سورية، وشعبها.

نوضح هنا، لمن يلزمه التوضيح، أن إدلب هي أرضٌ سوريةٌ!! وأنها ليست ملاذاً لملائكةٍ هاربين من بطش الشياطين، هي محافظةٌ سوريةٌ، تضم إخوتنا وأولادنا، وتقبع اليوم مكبّلةً، مقهورةً، بعد أن سيطر عليها (نخبةً) من إرهابيي العالم، فرع منظمة القاعدة في المنطقة، مّن تحاربهم الولايات المتحدة في أفغانستان، وباكستان، مّن ارتكبوا المجزرة الكبرى في نيويورك مطلع القرن الجديد!!

هكذا.. وسعياً وراء إنجاح المخطط الأمريكي في المنطقة، أصبح هؤلاء الإرهابيون محطّ عطف أمريكا وحلفائها وشفقتهم. لقد نصّت بنود جميع التفاهمات الدولية، بشأن الأزمة السورية، وبضمنها القرار 2254، على سيادة سورية، ووحدة أراضيها، وتأكيد حقها في مكافحة الإرهاب، وهذا ما ستفعله سورية، وهذا ما يناضل من أجله جميع السوريين، وراء جيشهم الوطني، ليضعوا نقطة النهاية، لغزوٍ إرهابيٍ فاشيٍ أدمى قلوبهم، وحوّل بلادهم إلى ما يشبه الركام.

إن أي عمليةٍ سياسيةٍ تهدف إلى إنهاء الأزمة السورية، لابدّ أن تستند على سيادة سورية، ووحدة أراضيها، والسوريون توّاقون اليوم لإنهاء أزمتهم، وتواقون أيضاً لبدء العملية السياسية، التي سيمارس فيها المواطنون حقهم السياسي والدستوري، في اختيار نظامهم وقادتهم، وفي التوافق، من خلال حوارٍ وطنيٍ شاملٍ، ومفتوحٍ، على مستقبل بلادهم، الذي يطمحون إلى أن يكون ديمقراطياً، علمانياً، يتسع لآمالهم في حياةٍ حرةٍ كريمةٍ، في ظلّ بلد، كان، وسيبقى لؤلؤة الدنيا بأسرها.

العدد 1105 - 01/5/2024