هل بات الأمر مستحيلاً؟!

نقترح على جميع من يتشارك مسؤولية النقل في دمشق والمدن الأخرى، أن يجد مقعداً في أي وسيلة نقل جماعية خاصة أو عامة، في أوقات الذروة.

المشكلة قديمة، والوعود التي أُطلقت منذ عشرات السنين تحولت إلى نكات ساخرة يتداولها الدمشقيون في المقاهي والمجالس، والحكاية الرائجة اليوم أن لكل خط من خطوط الميكروباصات حُماة (متنفّذون)، ولن يسمحوا لا لشركة النقل العامة ولا لأي شركة خاصة بالمشاركة في هذه الخطوط!

أما المواطن الصابر لساعات طويلة، الحائر، المتلهف للوصول إلى مقر عمله أو جامعته، أو أي مقصد آخر، فعليه، بعد فقدان الأمل، أن يختار بين الغياب عن عمله، أو الذهاب إلى الحل الأخير، والمُكلِف جدّاً، وهو سيارات الأجرة التي باتت، مع تراجع القدرات المالية لذوي الدخل المحدود، مخصصة لقلّةٍ من القادرين على تحمّل تكلفة استخدامها.

إلى متى أيها السادة؟ إلى متى نبقى هكذا، بينما منظومات النقل في الدنيا بأسرها تتطور باتجاهات تخدم أكثر فأكثر حاجة المواطنين ورفاهيتهم وقدراتهم؟ إلى متى والواقف على مواقف الميكروباصات، منذ أن كان طالباً في المدرسة، مازال يقف بانتظار وسيلة ما تنقله إلى مقصده، بعد أن صار موظفاً أو عاملاً أو محامياً؟

كيف سنضع الخطط الخاصة بإعادة إعمار سوريتنا بعد تداعيات الأزمة والحصار والغزو الإرهابي، وهي خطط تحتاج إلى قدرات استثنائية، إذا كنا حتى اليوم عاجزين عن إيجاد حل لمشكلة التنقل في دمشق والمدن الكبرى؟ هل بات الأمر مستحيلاً أيها السادة في حكومتنا؟ أم ستطلقون اليوم وعوداً أخرى تضاف إلى وعود الحكومات السابقة؟!

العدد 1105 - 01/5/2024