معرض دمشق الدولي… عودة البوابة السورية

مادلين جليس:  

ما إن انتهى معرض دمشق الدولي في دورته الستين، حتى أسفر عن توقيع جملةٍ من العقود والاتفاقيات، ولعلّ المنتج الزراعي، كان من أكثر المنتجات، التي استحوذت على اهتمام الوفود العربية، والأجنبية، خاصة بوجود زراعاتٍ جديدة كلياً، كالفواكه الاستوائية المنتجة محلياً (المنغا، الأناناس، الكيوي.(

فقد وقّعت اتفاقيةٌ مع العراق لتصدير الحبوب، وثلاث اتفاقياتٍ إلى روسيا، كما أبدت وفودٌ كثيرةٌ اهتمامها بالبقوليات، والحبوب السورية.

وعلى الرغم من أهمية القطاع الكيميائي الذي يعدّ اللبنة الأولى في أغلب الصناعات السورية، إلا أنّ رجال الأعمال والمستثمرين، والوفود الأجنبية لم تجد طريقاً إليه، وذك بما للبعد المكاني الذي تميّز به (الجناح الكيميائي والهندسي) عن بقية الأجنحة، فلم يشهد توقيع أيّ عقدٍ أو اتفاقيةٍ.

مدير المعرض الزراعي، وعضو اتحاد المصدرين إياد محمد، لفت إلى إبرام عقدين إلى روسيا، إضافة إلى عقودٍ أخرى مع رجال أعمالٍ روس، وصلت إلى نحو سبعة عقودٍ، إلى جانب عقودٍ مع الكويت، والأردن، والعراق، ورومانيا، مؤكداً أن جميع المشاركين في المعرض التّصديري أبرموا أكثر من عقدين تصديريين، إلى جانب عقود المشاركين في المعرض الزراعي.

ويبدو أن الفترات القادمة ستحمل توجهاً نحو أسواقٍ جديدة، تستقطب المنتج السوري، هذا ما أكده الدكتور إبراهيم ميدة، مدير عام هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات، الذي أشار إلى الاتجاه نحو دخول السوق الأبخازية، وسوق القرم، التي من الممكن أن تكون بوابةً للمنتجات السورية، مضيفاً أنه في منتدى رجال الأعمال السوري الروسي، كان هناك ممثلٌ عن جمهورية القرم، الذي لفت أن جمهورية القرم ستقدم جميع التسهيلات والإعفاءات، لتكون البضاعة السورية متوفرةً بكثرةٍ في أسواق القرم، خاصةً بوجود طريقٍ بحريٍ، وجسر يالطا، الذي يصل بين عاصمة القرم.

ويقول مدير هيئة الصادرات إنه تمت دعوة ملحق السفارة الإيرانية في دمشق، لبحث الآلية المناسبة، لإقامة المركز الدائم للمنتجات السورية في طهران.

وهكذا فإلى جانب أهميته الاقتصادية، على الصعيد الداخلي، كذلك فإن معرض دمشق الدولي، أصبح بوابةً تجاريةً، ستسهم بشكلٍ كبيرٍ في التعريف بالمنتج السوري، وفتح الأسواق العربية والأجنبية أمامه، وبالتالي عودة الصادرات السورية، إلى الرقم الكبير الذي كانت عليه قبل الأزمة السورية.

العدد 1105 - 01/5/2024