أزمة المواصلات تتفاقم مع بداية العام الدراسي

ولاء العنيد:

عاد العام الدراسي وأعاد معه إحدى أكبر المشاكل التي يعانيها المواطن السوري في كل يوم، ورغم ان المشكلة قائمة على مدار السنة إلا أنها تتفاقم على مدى العام الدراسي.

إنها تلك المعاناة اليومية التي تتمثل في انتظار إيجاد مكان في إحدى وسائل النقل، وهذا الانتظار يستنفد يومياً ساعة أو أكثر من وقت السوريين، عند الذهاب في كل صباح، وكذلك هو الحال عند الإياب.

 

وقت ضائع

هكذا يطلق الناس على الوقت المهدور في انتظار وسائل النقل في كل يوم، وأعداد المواطنين الذين لا يملكون خياراً سوى وسائل النقل العامة ضخمة جداً، وشريحة المواطنين المستفيدة منها متنوعة ومختلفة ولكن لديهم قاسم مشترك واحد، وهو أنهم ينتمون إلى الشريحة المعدمة والفقيرة في مجتمعاتنا، إضافة إلى الشريحة المتوسطة والمحدودة الدخل التي باتت تشكّل السواد الأعظم من أبناء شعبنا، وتضطر إلى استخدام وسائل النقل العامة والتزاحم للركوب فيها في كل يوم، بهدف الوصول إلى أعمالهم وجامعاتهم ومدارسهم. وهذه الفئة لا تستطيع الاستغناء عن وسائل النقل العامة، ولا تستطيع أن تتحمل التكاليف المرتفعة لسيارات الأجرة (التكسي).

وطبعا لا يمكن أن ننكر أن أزمة المواصلات تكون في أوج ذروتها في ساعات الصباح الباكر وفي أوقات عودة الطلاب والموظفين إلى منازلهم.

مع عودة الطلاب إلى المدارس وبدء العام الدراسي الجديد سعت جميع المدارس إلى التعاقد مع أصحاب السرافيس والميكروباصات (وهي أساساً تعمل على خطوط سير محددة)، لينقلوا الطلاب ذهاباً وإياباً إلى بيوتهم، مما سبب زيادة في أزمة المواصلات سواء من حيث ضعف فرصة إيجاد وسيلة نقل دون تكبّد عناء الانتظار، وذلك بسبب ازدياد أعداد الراغبين في استخدام وسائل النقل من طلاب المدارس والجامعات، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن سائقي االميكروباصات يجدون في نقل طلاب المدارس فرصة لزيادة دخلهم، فيلتزم السائق مع إحدى المدارس ليعمل لديهم في نقل طلابها، بينما قد يفضّل البعض الآخر أن يتعامل بشكل مباشر مع الأهل فيعمل على إيصال الطلاب إلى مدارسهم،مما يسبب ضغطاً إضافياً على المواصلات، وزاد من صعوبة المشكلة ومن التعامل معها، وترك الناس يتجرعون ألم الانتظار الطويل والتأخر المستمر كل يوم، ولم يعد هناك فكاك من هذه الظاهرة إلا إذا تدخلت الحكومة ولعبت دوراً فعالاً أولاً لحل أزمة المواصلات الخانقة هذه، بزيادة أعداد الباصات العامة للتسهيل على المواطنين من صعوبة التنقل اليومية والانتظار الطويل تحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً والبرد القارس شتاءً، إضافة إلى إيجاد بدائل للمدارس ومنع المدارس من استئجار الميكروباصات العاملة على الخطوط، ورفد قطاع النقل بأعداد إضافية من الباصات، بحيث تنصب كل هذه الجهود لحل أزمة النقل المستعصية، ريثما تأخذ الحكومة خطوات ناجعة عبر تقديم تسهيلات خاصة للمدارس تسمح باستيراد باصات مخصصة للطلاب على غرار سائر البلدان في العالم التي تخصص باصات محددة للمدارس، بحيث لا يؤثر مجال نقل الطلاب على حياة المواطنين فتزيد من معاناتهم اليومية، والإسراع باتخاذ قرارات حاسمة للقضاء على هذه الظاهرة التي تزداد تفاقماً يوماً بعد يوم.

العدد 1105 - 01/5/2024