أمريكا والغرب.. واستمرار الأزمة السورية

بهدف استمرار الأزمة السورية، وتكريس تداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي أرهقت المواطنين السوريين، تلجأ الولايات المتحدة وحلفاؤها في الغرب إلى (لحس) تواقيعهم على جميع القرارات الأممية ذات الصلة بالأزمة السورية، وتضرب عرض الحائط بالمواثيق والمعاهدات، بل والتوافقات التي كانت طرفاً فيها في كل مرحلة من مراحل الأزمة.

حق الدولة السورية في مكافحة الإرهاب، سيادة الدولة ووحدتها، انسجام مكوناتها الدينية والإثنية، جميع هذه البنود الواردة في التناهمات الدولية، وفي قرار مجلس الأمن 2254، تتحول لدى أمريكا والغرب إلى تعابير لا معنى لها إذا لم تصب في نجاح المخطط الأمريكي الساعي إلى (التحكم) بالحاضر الذي دفع السوريون دماءهم للوصول إليه، وبالمستقبل الذي يطمحون إلى أن يحقق ما حلموا به طويلاً: الدولة السيدة، الحرة، الديمقراطية، العلمانية، التي تتسع لأحلام جميع السوريين.

سلوك الأمريكيين اليوم لا يفاجئ أحداً، فتحرير إدلب من سيطرة الإرهابيين يضع نقطة النهاية في المواجهة مع الإرهاب، ويقرّب إلى حدٍّ كبير تحقيق السيادة على الأرض السورية، رغم جميع أنواع الدعم والمساندة والمشاركة التي حظي بها الإرهابيون من الأمريكيين والدول الإمبريالية وآل سعود وأردوغان.

الغطاء المعهود كان حاضراً في التحريض الأمريكي، إنه الغطاء الإنساني أو القلق على حياة السكان، هؤلاء الذي كانت أمريكا وآل سعود وبقية شركائهم هم المسبب الأساسي في معاناتهم وتهجيرهم.. وتحولهم إلى دروع بشرية للإرهابيين في إدلب.

الرد السوري على (القلق) الأمريكي، اليوم، كان ومازال واضحاً، وقد جاء قبل شهور: سنحرّر كل شبر من الأرض السورية من الإرهابيين، ولا مساومة على ذلك أبداً.

الجيش الوطني السوري يستكمل استعداداته، وإدلب ليست بعيدة، والمواطنون السوريون يريدون نهاية لسنواتٍ حولت بلادهم الجميلة إلى ساحة (جهاد) لجميع إرهابيي العالم، وأخذت منهم الأبناء والإخوة والأحباب وأحلامهم بمستقبل وضّاء، وهم يقفون اليوم وراء جيشهم للقضاء على الإرهاب في إدلب، وتخليص إخوتهم هناك من كابوس أدماهم وحوّل حياتهم إلى جحيم متواصل.

السوريون سيقفون، مثلما كانوا دوماً، صفاً واحداً خلف جيشهم لإنهاء وجود الإرهابيين على الأرض السورية.

العدد 1104 - 24/4/2024