بانتظار قرض (المكدوس)

 مادلين جليس: 

 حكومتنا، التي غضت بصرها وسدت أذنها عن هموم المواطن ومعاناته في تأمين مستلزماته اليومية، قررت أن تكون المجيب لنداءاته، المعين لحياته، فأصدرت قرارا ميمونا، تمنحه بموجبه سلفة ٥٠ ألف ليرة سورية لشراء اللوازم المدرسية. والمضحك في ذلك أنها انتظرت للأسبوع الذي سبق افتتاح المدارس حتى أصدرت هذا القرار، فهل تتوقع حكومتنا أن المواطن السوري ينتظر اليومين الأخيرين لافتتاح المدارس حتى يجلب اللوازم المدرسية لأولاده، وهل شاءت تقديراتها أن تريها أن المواطن سعيد مسرور بهذه السلفة!!!! قرار السلفة له تفسيرين لا ثالث لهما، إما اعتراف من الحكومة أن المواطن بات تحت خط الفقر، وأنه لاقدرة له على تأمين أبسط احتياجاته واحتياجات أولاده، أو إقرار منها بارتفاع الأسعار الذي بات يفوق كل قدرة وكل دخل سوري، دون تدخل حكومي فاعل. وإن صح أحد الاحتمالين فقط، على الرغم من أن كليهما واقعي وصحيح، فإن على الحكومة أن تتم “المعروف” الذي بدأته، وعليها أن تصدر قائمة (قروض المونة)، قرض للمكدوس، وقرض للشنكليش، وقرض للزيتون، وقرض للفول والبازيلاء، وقروض كثيرة لا تعد ولا تحصى، ذلك أن المواطن رفع يديه مستسلما عن شراء كل ماذكرناه، وبات يغني ليلا نهاراً (عوجا والطابق مكشوف).

العدد 1107 - 22/5/2024