كي تبقى المصلحة العامة أولوية في مجتمعنا

كي تبقى المصلحة العامة أولوية في مجتمعنا
أصبح استخدام تعبير المصلحة العامة، في الحوارات بين المثقفين وغيرهم في المجتمع السوري، اتهاماً بالمزاودة، ويعود ذلك للظروف التي مرّ بها المجتمع في مراحل مختلفة من تاريخه.
والمقصود بالمصلحة العامة: الحرص على الملك العام والمال العام بكل تفاصيله وأينما كان موقعه.
فالحرص على نظافة الشارع مصلحة عامة، والمحافظة على نظافة أزهار الحدائق العامة وأشجارها ومقاعدها يمثل مصلحة عامة، وحبّ التلاميذ في المدارس لمدارسهم، ومحافظتهم على مقاعد المدرسة والسبورة والكتب التي توزع مجاناً مصلحة عامة.
وحينما يدرك العامل أهمية الآلات الإنتاجية، وأن تعطي أعلى إنتاج، بصيانتها الدائمة، مصلحة عامة، والمحافظة على السيارات والآليات التي تعود ملكيتها للدولة والمجتمع مصلحة عامة، واحترام وقت العمل وجعله للعمل والإنتاج مصلحة عامة.
ويلاحظ الناس في الشارع أن السيارات المهملة وغير النظيفة غالباً هي سيارات الحكومة، وأن ما يدعى (التشفيط) بالسيارات والسرعات الزائدة هي السيارات الحكومية.
إن الذين يرمون الفضلات والأوساخ في الشوارع والأماكن العامة، ينفذون أعمالاً منافية للمصلحة العامة، وكل الذين لا يحافظون على الملك العام والمال العام يمارسون أعمالاً عدائية لمجتمعنا.
وإن كان الحرص على كل شيء عام في المجتمع يمثل أهمية بالغة في أي دولة في العالم وفي أي وقت، فهو في هذه الظروف القاسية في بلدنا يمثل أهمية استثنائية، فالوطن الآن بحاجة إلى كل مرفق عام وبناء عام وسيارة عامة، ولنرسخ قيمة أخلاقية كبيرة في وطننا (المصلحة العامة مقدسة)، فلنحرص على ذلك في سلوكنا أينما كنّا، وأينما كانت مواقعنا، ولنعمل لتنفيذ أن الفرد من أجل المجتمع، والمجتمع من أجل مصالح الأفراد.
د. رفيق علي صالح

العدد 1105 - 01/5/2024