تصفية الإرهابيين وفكرهم قرار سيادي سوري

تصفية الإرهابيين وفكرهم قرار سيادي سوري
في جميع الجهود المبذولة لحل الأزمة السورية عبر الطرق السلمية، اعترف المجتمع الدولي بضرورة الاستمرار في مكافحة الإرهاب في تطهير آخر شبر من الأرض السورية، والحفاظ على وحدة البلاد أرضاً وشعباً تمهيداً لبدء العملية السلمية التي تتطلب مناخاً خالياً من الإرهاب.
وفي سياق مساهمة الحكومة السورية في إنجاح هذه المساعي، جرت العديد من المصالحات الوطنية التي جنبت السوريين مزيداً من سفك الدماء، واستعاد الجيش السوري العديد من المناطق في ريف دمشق والمنطقة الجنوبية، وهو يلاحق الإرهابيين اليوم في عمق البادية، ويستعد في الوقت ذاته لاستعادة إدلب، مستخدماً جميع الوسائل السياسية والعسكرية فقرار تظهير الأرض السورية، قرار سيادي لا يقبل التراجع والمساومة.
تستحوذ مسألة استعادة إدلب اليوم على اهتمام جميع المتدخلين في الأزمة السورية، رغم التباين في وجهات نظرهم حول سبل إنهاء هذه المسألة، لكن ما يهم جميع السوريين هو استعادة جميع المناطق التي يسيطر عليها إرهابيو داعش والنصرة وحلفاؤهم، لبدء السير في عملية إعادة إعمار سورية، استناداً إلى الدروس والعبر التي تكدست خلال سنوات الجمر.
وفي الوقت الراهن تبذل روسيا ودول أخرى جهوداً ترمي إلى إقناع المسلحين في إدلب بفك تحالفاتهم مع النصرة وداعش، في ظل عملية مصالحة مع الحكومة السورية، وذلك بهدف عزل هؤلاء تمهيداً لتصفيتهم، لكن هذه الجهود تصطدم تارة بتدخل الأمريكيين، وأخرى بأطماع أردوغان، إذ يعرقلون أي جهد سلمي يخفف على السوريين بحث الخلاص من الإرهاب، واستعادة وحدة بلادهم.
مع كل تقدم لجيش سورية الوطني في ملاحقته للإرهابيين، تزداد ثقة المواطنين السوريين بقرب الانهماك في الاستحقاقات الأخرى، وخاصة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لملاقاة تطلعات المواطنين السوريين القديمة.. الجديدة إلى تحقيق سورية الديمقراطية.. العلمانية المعادية للهيمنة والاستعمار الجديد، سورية التي تستوعب توافق أبنائها وخلافاتهم استناداً إلى دستور يعظم كرامة البلاد وحريتها، ويعلي دائماً من كرامة السوريين وحبهم لوطنهم.
الآمال الكبرى ليست أحلاماً بل تطلعات مشروعة لجماهير الشعب السوري التي كانت ومازالت تبذل الدماء من أجل وطن حر.. وشعب سعيد.
إن عقد الحوار الوطني السوري الذي يضم جميع القوى الوطنية والمكونات الاجتماعية والإثنية سيسهم في تحقيق هذا الهدف وسيضع سيناريوهات لسورية المستقبل التي نريدها مالئة الدنيا وأمثولة لجميع الشعوب.

العدد 1105 - 01/5/2024