المكتب السياسي للشيوعي السوري (الموحد):

تكثيف الإرهاب في الداخل وتزييف تمثيل السوريين.. جوهر السياسة الأمريكية

توحيد جهود القوى الوطنية للجم التدخل الخارجي

إيجاد الحلول العاجلة لمشكلات المهجَّرين قسراً

 

 اجتمع المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري (الموحد) بتاريخ 11/11/،2012 واستمع إلى تقرير قدمه الرفيق حنين نمر، الأمين العام للحزب، تناول فيه المستجدات الطارئة منذ الاجتماع السابق للمكتب السياسي. ورأى الاجتماع أن هناك مستجدات طرأت على الأصعدة الداخلية والعربية والدولية اتسمت بمايلي:

 

على الصعيد الداخلي

اتسمت الفترة الماضية بتصعيد نوعي قامت به المجموعات المسلحة، إذ لجأت إلى تكثيف هجومها على مدينة دمشق وريفها، وبرز واضحاً، من خلال استخدامها العبوات الناسفة وقذائف الهاون والصواريخ والخطف والاغتيالات، أنها تسعى للإيحاء إلى شركائها في الداخل والخارج بأنها مازالت قادرة على الفعل، بل على استلام زمام المبادرة، خاصة خلال فترة انعقاد مؤتمر المعارضين الخارجيين في الدوحة. لكن تصعيدها هذا لم يؤثر على توازن الوضع الأمني عموماً. لكن المواطنين السوريين دفعوا ثمن هذا التصعيد من دمائهم.. وازداد قلقهم وتخوفهم بعد تكثيف الاعتداءات على المنشآت السكنية، كما حدث في حي التضامن والسبينة ودف الشوك وباب توما والمزة وساحة جورج خوري بدمشق. أما في المناطق الأخرى فظهر واضحاً أن المجموعات المسلحة تسعى إلى بسط سيطرتها على إدلب وريفها. ويخوض الجيش السوري معارك شديدة مع هذه المجموعات لتقليص سيطرتها على بعض المناطق.

وإزاء الخسائر التي تتعرض لها هذه المجموعات، وفي إطار تقديم البراهين للشركاء الخارجيين، نتوقع تصعيداً جديداً قادماً، وخاصة على مدينة دمشق، وتجري محاولات محمومة تبذلها المجموعات الإرهابية وشركاؤها في الخارج لزج إخوتنا الفلسطينيين المقيمين في سورية طرفاً في النزاع، لكننا نعتقد أن حكمة رفاقنا في منظمات المقاومة الفلسطينية ستحبط هذا المسعى.

وتبذل الولايات المتحدة وشركاؤها الغربيون والقطريون والأتراك جهوداً حثيثة لجمع المعارضة الخارجية تحت سقف جديد، في تجمُّع (ائتلافي) يساعد في تطبيق الخطة الأمريكية القطرية العثمانية الجديدة الهادفة إلى توجيه الدعم العسكري واللوجستي الأمريكي القادم من جهة، وتوحيد موقف المعارضة من المبادرات المطروحة دولياً لتفكيك الأزمة السورية من جهة ثانية. وبغض النظر عن نجاح سعي الأمريكيين أم فشله، فإن تغييراً جوهرياً لن يطرأ على موقف هذه المعارضة، فاستزلامها للأمريكيين وشركائهم يجعلنا نستبعد مشاركتها في أي عمل إيجابي جدي لحل الأزمة السورية بالطرق السلمية، وعن طريق الحوار. وما تم التوصل إليه في نهاية اجتماعات قطر بعد تهديدات وإنذارات الجانبين الأمريكي والقطري لا يعدو كونه محاولة يائسة لادعاء تمثيل الشعب السوري في أي مبادرة قادمة. ونذكر هنا موقف المعارضة الوطنية في الداخل التي رفضت حضور لقاء قطر، والمساهمة في هذا الجهد الأمريكي القطري الجديد، وأعلنت على لسان ممثليها شجبها لمحاولات المجلس الوطني وشركائه احتكار تمثيل المعارضة السورية.

 

على الصعيد العربي

بعد جولات الأخضر الإبراهيمي على روسيا والصين، وإعلانه ضرورة وقف تسليح المجموعات المتسللة إلى سورية، وضرورة اللجوء إلى حل المسألة السورية بالطرق السياسية والحوار، وإشراك مجلس الأمن في الجهود المبذولة لتطبيق بنود وثيقة (جنيف)، يواجه الإبراهيمي غضب الجامعة (العربية) وحكامها الخليجيين الذين سيسعون في اجتماع اللجنة الوزارية واجتماع وزراء الخارجية العرب إلى إقناع الإبراهيمي باقتراح قرار أممي تحت الفصل السابع، وتهميش بنود وثيقة (جنيف).

ويحاول حكام الخليج الضغط على العراق لتغيير موقفه الإيجابي، ويستخدمون أبواقهم الدعائية لإثبات وقوفه إلى جانب الحكومة السورية، كما تجري حملات للضغط على الأردن ولبنان لإكمال الطوق حول سورية الذي بدأ مع التصعيد التركي، وبوابات الدعم التي فتحها لمساندة المجموعات المتسللة وتسليحها.

 

على الصعيد الدولي

رغم تصور البعض أن تجديد ولاية أوباما ستعزز الموقف الأمريكي الرافض لتدخل عسكري مباشر في سورية، نرى أن مؤشرات عدة تدل على إمكان تغيّر الموقف الأمريكي، ويأتي في مقدمتها سعيها إلى توحيد المعارضين الخارجيين، والوعود المقطوعة بزيادة الدعم العسكري للمجموعات المسلحة، وتجاهل وثيقة (جنيف)، وتسريب بعض المعلومات عن خطط بديلة للتدخل العسكري بين الحين والآخر.

كذلك أعلن رئيس الأركان البريطاني أنهم يدرسون خطة ربما يشارك فيها الأمريكيون لتوجيه ضربة للقوات السورية، ورغم عدم انسجام هذا الإعلان مع الموقف المعلن لحلف الناتو، لكنه يعد مقدمة لخطط أخرى ترسم للتدخل العسكري في سورية خارج إطار الأمم المتحدة وحلف الناتو.

وفي المقابل تستمر روسيا في سعيها من أجل حل الأزمة السورية، بالاستناد إلى وثيقة جنيف، وقد استقبلت الإبراهيمي، وأعلنت عن جهود ستبذل من أجل إصدار قرار أممي حول اعتماد بنود هذه الوثيقة.

كذلك أعلنت الصين عند استقبالها الإبراهيمي عن موقفها الواضح الرافض لأي تدخل أجنبي في سورية، وتأييدها للجهد الدولي من أجل حل الأزمة السورية استناداً لإرادة السوريين وتوافقهم وقدمت مبادرتها المعروفة للإبراهيمي.

ويرى المكتب السياسي أن توحيد جهود القوى الوطنية في الداخل، وبضمنها قوى المعارضة الوطنية الداخلية من أجل لجم التدخل الخارجي المتعدد الأشكال ومقاومته إن حصل، والعمل على عقد الحوار الوطني الموسع، وبذل الجهود من أجل حل مشكلات المهجّرين قسراً من مناطقهم وبيوتهم، تعد أوّليات ضرورية في المرحلة الراهنة.

 

دمشق في 11/11/2012

المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري (الموحد)

العدد 1105 - 01/5/2024