في لقاء كوادر منظمات الحزب بدمشق وريف دمشق والقنيطرة

نمر: قرار الكونغرس محاولة لاغتيال الحل السياسي

أكد الرفيق حنين نمر، الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد، أن قرار الكونغرس الأمريكي بتسليح (المعارضة السورية المعتدلة)، الذي اتخذه في وقت انعقاد الجولة الأولى لمؤتمر جنيف ،2 (يشكل انقلاباً فاضحاً على المؤتمر، وإضعافاً لفرص نجاحه، ومحاولة لاغتيال الحل السياسي، فضلاً عن أن القرار يساهم في مفاقمة مآسي السوريين، بزيادة وتيرة العنف، وترجيح الميل إلى الحسم العسكري).

وأضاف الرفيق نمر، في لقاء الكادر المنطقي لمنظمات الحزب في دمشق وريف دمشق والقنيطرة، بحضور عدد من الرفاق أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية، يوم الثلاثاء 4/2/2014: (سيقوم الإبراهيمي بجولات، وسيعقد لقاءات، وسيضع خطته للجولات القادمة من المفاوضات.. ورغم أن الأمور حتى الآن ليست مطمئنة، فإننا نأمل ونسعى، مثلما كان الشعب السوري ومايزال يأمل، في أن يضع مؤتمر جنيف حداً للاقتتال ونزيف الدم، وأن يرسي أسس التوجه نحو تحقيق السلام في سورية).

مهمات ملحّة

وشدد الرفيق نمر على أننا في الحزب الشيوعي السوري الموحد، نرى أن قوّتنا تكمن في عملنا السياسي، وأن لدينا إمكانات للعمل مثلاً في لجان المصالحة الوطنية، رغم ما يعتريها ويعتري عملها من عيوب.. وأن نساهم في إيجاد المأوى للمهجّرين، وفي توزيع السلل الغذائية، وعيادة الجرحى والمصابين. ومن جانب آخر فإن علينا أن نتصدى للنهب الأسطوري الذي يمارسه بعض التجار، وللفساد، ولا يمكن أن نسكت عن التلاعب بمصير المواطنين ووضعهم المعيشي، وينبغي على كل لجنة فرعية أو منطقية أن تدرس واقعها، وأن ترى إمكانات العمل المتاحة في نطاق عملها، وأن تقدر حجم الصعوبات والعراقيل، وأن تجد أساليب لمواجهتها، وعلى أساس ذلك توزع مهام محددة على الرفاق مما يمكن تنفيذها.

وكان الرفيق نمر أشار في بداية حديثه إلى أننا فقدنا في الأشهر الأخيرة عدداً من الرفاق الأعـزاء، منهم د. إبراهيم قندور، د.معتصم بالي، عبدالله صبّاغ، نعوم مخول، أحمد عليوي، موجهاً التحية إلى أرواحهم.

وكان الرفيق إبراهيم طعمة، أمين اللجنة المنطقية للحزب بدمشق، قد افتتح اللقاء، ثم أدار النقاش.

وقد تنوعت الهموم والهواجس التي عبّر عنها الرفاق والرفيقات، وتحدث البعض عن نشاطات محددة، وعن مشاركة رفاق ورفيقات، من بعض المنظمات، في أعمال الإغاثة ولجان المصالحة.

عودة المهجّرين

كان مطلب عودة المهجرين إلى بيوتهم قاسماً مشتركاً بين أكثر من مداخلة، خصوصاً أن المناطق التي جرى الحديث عنها لم يعد فيها مسلحون، ولا اشتباكات، وجرت عمليات مصالحة، بالتنسيق مع محافظ ريف دمشق، ومنها حرّان العواميد مثلاً، فالأهالي يريدون العودة إليها، رغم أن 70% منها مدّمر.

وأشار البعض إلى أن الحواجز في داخل المدن والبلدات في ريف دمشق أو على مداخلها، لا تراعي أوضاع المهجرين، إذ قد يتعرض المواطن إذا كان مهجراً، للتوقيف، لأنه مثلاً لا يحمل صورة مصدقة عن عقد الإيجار. ومعروف أن بعض المهجرين ليسوا مستأجرين ولا مكان ثابتاً لهم، وتضطرهم أوضاعهم للتنقل. ويمارس على بعض الحواجز أيضاً إذلال للمواطنين متعدد الأشكال، بسبب أو دون سبب، إذ يبدو المواطن متهماً سلفاً، وهو معرض للاعتقال.

وأشار بعض الرفاق في مداخلاتهم إلى أن المجموعات المسلحة تسيطر مثلاً على أجزاء من الغوطة الشرقية، وهناك مدنيون مازالوا في بيوتهم، وهم يتعرضون، عدا خطر الاشتباكات والقصف، لخطر الموت جوعاً، بسب حالة الحصار الشديد، وحتى إذا حاولوا الخروج، يجري ابتزازهم على الحواجز.

المصالحة.. استبعاد واستغلال

وتحدث آخرون عن أشكال من المتاجرة بشعار (المصالحة الوطنية)، وإلى أن بعض الرفاق يحاولون الاشتراك والمساهمة في لجان المصالحة، ولكن يجري استبعادهم.

وتحدث بعض الرفاق عن أهمية الحوار، وقبول الرأي الآخر المختلف، وضرورة الابتعاد عن لغة التخوين.

جلاحج: علينا أن نرتقي بعملنا إلى مستوى الموقف السياسي!

وعقّب الرفيق نبيه جلاحج، عضو المكتب السياسي للحزب، على ما طرحه الرفاق والرفيقات، مجيباً عن بعض الأسئلة المطروحة. كان واضحاً أن ما يجري في جنيف هو أقرب إلى (حوار الطرشان)، فكلّ من الطرفين طرح السقف الأعلى لما يريد، وكل منهما يرى أنه كسب في هذه الجولة.. إذاً من الخاسر؟!

من خسر هو الشعب السوري، الذي لم يُقدّم له، في هذه الجولة شيء عملي.. وقد قيل: (تستطيع أن تأتي بالحصان إلى الماء، لكنك لا تستطيع أن تجبره على الشرب)!

والمشكلة أن الراعيين الأساسيين للمؤتمر لم يصلا بعد إلى التوافق الملموس. الآن يجري تغيير، وتطرح مشاريع لتوسيع تمثيل المعارضة، ومشاريع مساومات بين إيران والسعودية، ويجري التحضير، خارج جنيف، لاجتماع روسي – أمريكي- إيراني- سعودي.

موقفنا السياسي ونشاطنا

وأضاف: يبدو أن الممارسة اليومية للحزب ومنظماته لم ترتق إلى مستوى موقفنا السياسي، ولذلك يبدو ضرورياً أن نكثف أعمالنا ونشاطاتنا اليومية. وقد ذكر الرفيق حنين نمر أمثلة مما يمكن أن نقوم به، وهناك الكثير غيره.

ماتحدث عنه الرفاق هنا هو هموم الناس وهواجسهم، بتلاوينها، وفيما يخص تشكيل الوفد الرسمي، كان حزبنا ومايزال يرى أن يكون الوفد ممثلاً لأوسع القوى السياسية الوطنية، وقد اقترحنا ذلك في اجتماع قيادة الجبهة، ولكن، للأسف، ماتزال الممارسات والقرارات تتخذ على أساس التفرد.

العدد 1105 - 01/5/2024